مدونـة رئيــس الملائكــة رافائيـــل

بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة رافائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقوال ايضا افرحوا (فيلبى 4:4)

الاثنين، 21 مايو 2018

7ـ الغضب ـ ميامر مار اسحق ( الميمر الرابع ) الجزء الرابع ـ فصل2

7ـ الغضب
45 ـ حركة الغضـــــب والاضطراب والحنق والحسد والشـــــر تنمو فى النفــــــس من القلب الشــرير ،
      الذي يقبل بسـهولة الأفكار الشريرة ( التى تأتيه ) ســــواء من تذكرهــــــــا أو من الحــــــــواس ،
      ويلهج بالـــــــــشر على قريبه أو على كل من كان ، ولا يزجر أفكاره ويغيرها لهذيذ صالح جيــد ،    
                               بل حتى من غـــــير ضـــــرورة تغصبـــــه يقبــــل ضميره هـــــــــــذيذ ردئ .
46 ـ الموضع الــــذي فيه حركة الغضب والتخبط والحنـــــق والحســــد والشــــــــر ،
     لا تثبت ولا تقوم فيه الفضـــــــــائل والصالحات الكائنــة فى مصاعد القـــــــــلب ،
     فهــــي ولو أنهــــــا موجودة لكنها تحجب بظلمة الغضب والغـــــيرة والتكــــــدر .


47 ـ أعرف إنساناً قديساً ،
     عندما كان يلاقى أحداً مغلوباً من شيطان الغضب ،
                                      أو من ألم النجاســـــة ،
      كــان يعــــــــــــــــــــــــرف ذلك بحاسة الشــــم .


48- إنسان شيخ تغافل بإرادته عن التناول الأسرار المقدســة ،
                   فنظر فى حلم من يوزعون الأسرار على الشعب وهو لم يعطوه شيئاً ،
                  ولما جاهر لكي يتناول أخــذ خـــبزاً عــــــــــادياً .


49 ـ أخـــــبرنا موســـى تلميــــــذ يوحنـــــــا المتـــاوي ،
     أنه فى أحــد الأيـــام نظرت أخا نائماً فى شق جبــل ،
                               وتكلمت معه كثيراً فلم يجـــب ،
   ولما أعلمـــــت الشيخ أمرني أن أذهب إليه بقليل خبز ومـــاء وحـــذرنى أن أكلمــــــــه ،
   وبعد ســــــــتة أيــــام أي فى اليوم السـابع جــاء إلى الشـــيخ وأظهر له افكــــــــــــاره ،
  فوعظه الشيخ وأراحه ، وبعد أن صـــــرفه ســـــــألت الشـــيخ عـــــــــن أحـــــــــــواله ،
  فقــــــــــــــــــــــال لى : إنه وجد قليل راحة من اللصوص الذين فــــــــى داخـــــــــــــله ،
                                فنسى الخبز والمـــاء وهرب للســـكون لكـــــــي يستريح قليلاً .


50 ـ مضــيت أنا وأحـــــــد الإخـــوة إلى جبل متى إلى شــــــــــــيخ ،
    وعندما قبلنا سألنا عن الإخــــوة وعن جبرائيل رئيـــــس الديـر ،
    فعرّفناه أن إنساناً بدويـــــــــــــاً غاضباً عليـــه ويريد قتله غشاً ،
    فنهرنا الشــــــيخ وقام ودخــــل قلايتــــــــــــه ومكـــــث وقتـــا ً،
    وعندما خرج وقف بعيداً عنا ،
   أما نحن فما تمكنا من النظر إلى وجهه لإنه كان متقداً مثل النار ،
   فكلمنـــا ببشاشـــــــة وقــــــال : هل البــــــدوى أحمر الذقــــن ؟
  وقلنــــا : نعم ، فقال : قد مات ولما رجعنا وجدناه قد مات بغتة .


51 ـ معرفة الحـــــــق لا توجد بدون التدابــــــــير الدقيقــــــة ،
     والتدابير الدقيقة لا توجد بدون معرفة الحق والجهادات .


52 ـ الإيمان الحقيقي لايقتنى بـــــــــــدون طهـــــارة التدابير الدقيقــــــة ،
                        والنظر السرى للنفس يفتقر إلى الإيمان الحقيـــــقى ،
     والمحتــاج إلى التدابير الدقيقــــــــة والزكــاوة وعـــدم التـــــــــألم ( أي عدم الخضوع للشهوات ) .


53 ـ ثأوريـــــــا ( النظرة الروحية التي ) للطبائع الروحـانية
                    واحـــــــــــــدة هـــى بالمعـــــــــــــــــــــرفة ،
     أما بالنسبة للبــــــــــــــشر فهى ترتفــــع وتنخفـــــــض
     حســـــــــب حرارتهـــــــــم فــى نظــرة معرفتهــــــــــم ،
    وهـــــــــــم أيضاً يتميزون عــن بعض بحسب تدابيرهم .


54 ـ بشهوة العــــــــــــــــــــــــين خرج آدم من مـــــــــــــــــيراثه ،
   وبشهوة الحب لصليب يسوع يرجع الناس لميراثهم الروحاني .


55 ـ كمــــــــا أن العـــــين تنظـــر مختلــــــــف ( المناظــــــــــر ) ،
                     والأذن  تسمع متغـــــــــيرات و أيضاً يذوق الفم ،
    هكــــــــــــذا الذهــــن أيضاً يغــير البــــلاد والمعــــــــــــــرفة ،
   إذ يجــــــــوز بتصوره من مكان إلى مكــان ومن حال إلى حال ،
   إذ مقترن به الذكريات وخواطــر الأفكــار ، والفهم يصطــــــاد ( ما يريــــد ) ،
   لأنه بحريــة إرادتــــه يخرج من بلد السلام ويدخل إلى بلد الغيرة والغضــــب ،       
   وكل موضع يدخــــله يتغــــــــــــــــــــــــير و مع ( ما فيه ) يتقلب ويتفاوض ،  
   كمثـــــل ما ( يحدث ) فى الســـــــــــــــــوق ، حســـــــــــب ما يعـــــــــــرض .


56 ـ إرادة النفــــــــس محبـــة الإزديــــــــــاد وهــــي تلهب بهذه الشهوة ، فهــــــــــذا فى طبعهــــــــا ،
     لذا تــــــــــزدرى بما قد اقتنت وتعلمت ، وتسرع لتدرك العظــــــــــائم ولو كـــــان وجودها عسراً .


57 ـ كمـــا أن الـــــــــــــــــــــذي يغطس فى الماء ، إن كان غير متدرب ، فهو يتضايق ويصعد ليتنفس ،
     هكــــــذا العقل الذكي عندما يغطس عن العالم في النعمة ويصير فوق الطبع بالأسرار الروحـــانية
                                                               التى للــــــــروح ، فـــــإن لم يكـــــــن قد تـــــــدرب ،  
    فإنـــــــه يتضايق وينتفـــــخ ويندهش ويصمت ويرجــــــــــــع ليتنفــــــس من بلـــــد غربتــــــــــه .


58 ـ عندمــا يتمـــلك على جميع حركاتك وأعضائك بغتة ســـــــــلام وهـــدوء غــــــــير معتــــــــــــاد ،
                                                  وتبتهـــج نفسك بالفــــرح ، ويبتعـــد عنــــك كل هذيذ وفكـــر ،
                                                  فاعلم أنك فى هذه الســـاعة قـــــــــد أهــــلت لفعل النعمــــــة .


59 ـ وإذا اشتد عليك الضــــجر والضيـــق بغير ســـبب وتتكدر نفســك وتختنــق وتتعــــذب بحـــزن الضمير ،
     فاعلم أنـــــــــــك أنــت السبب وأنه لمنفعتك أسلمتك النعمة للمعاقبين لتكون حكيماً فى الطريق الملوكى ،
                                                                                                           فهى هكــــذا تقتــــنى .
    فـــــإن كـــــان لك جلد بغير تذمر ، وبشــــكر تقبـــل وبفـــــرح داخـــــلي ، فتطـــلع بأمل لعمــل النعمـــة .

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق