مدونـة رئيــس الملائكــة رافائيـــل

بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة رافائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقوال ايضا افرحوا (فيلبى 4:4)

الملائكة الاخيار ( كتاب مشاهير الاباء )


الباب الثانى : الملائكة الاخيار (كتاب مشاهير الاباء )


الموضوعات الرئيسة : 

قراءة فقرات الموضوع 

خدمة الملائكـــــة
 تمهيد :
الملائكة رتب و لهم ترتيب و طقس و نظام  ، و قد جعل الله لكل طغمة منها اختصاصات . فبعضها مختص بخدمة السماء ، بعضها يختص بخدمة الأرض . .
و في الأرض بعضها مختص بالهواء ، البعض الأخر بالثمار ، و هناك من يختص بالأنهار ،
و البعض الأخر مختص برفع القرابين و الصلوات ،
لذلك يصلي الكاهن في نهاية القداس الإلهي مخاطبًا الملاك قائلًا :
"يا ملاك هذه الذبيحة الطاهرة الصاعد إلى السماء ، اصعدها قدام الرب ليغفر لنا خطايانا".
فالاختصاصات متنوعة ، و كلها تبرز وتعلن مجد الله على الأرض ،
و لو كشفت عن عيوننا لرأينا هذه القوات الروحية تتحرك بين السماء والأرض،
لذلك قال السيد المسيح له المجد :
"من الآن ترون السماء مفتوحة ، و ملائكة الله يصعدون و ينزلون ".

و نستطيع أن نلخص خدمة الملائكة في الأتي :
1- تسبيح الله في حياة الملائكة
 التسبيح هو لغة الملائكة ، و الكنيسة أخذت طقس التسبيح من الملائكة أنفسهم،
و قد أفصح أشعياء النبي عن هذا التسبيح قائلًا:
" السيرافيم واقفون فوقه ، لكل واحد ستة أجنحة باثنين يغطي وجهه ، وباثنين يغطي
رجليه، و باثنين يطير .
و هذا نادي ذاك و قال قدوس قدوس قدوس رب الجنود مجده ملء كل الأرض"
( أش ٦: ٢ و ٣ ).
و من هذه التسبحة أخذت الكنيسة تسبحة الثلاث تقديسات المعروفة
(قدوس . قدوس . قدوس ).
و في البشارة المجيدة :
"ظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله و قائلين :
المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة " (لو ٢: ١٣ و ١٤  )
و يوحنا الرسول في سفر الرؤيا يقول :
" و نظرت وسمعت صوت ملائكة كثيرين حول العرش...
و كان عددهم ربوات ربوات و ألوف ألوف قائلين بصوت عظيم :
مستحق هو الخروف المذبوح أن يأخذ القدرة و الغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد
و البركة " (رؤ ٥: ١١ و ١٢) .
لذلك يصرخ داوود النبي قائلًا:
"سبحوه يا جميع ملائكته، سبحوه يا كل جنوده" (مز ١٤٨: ٢).

2- الملائكة و السجود لله
السجود تعبير صادق عن مشاعر الخضوع و الاتضاع،
لذلك فهـــو لائـــــق جــــدًا أبالله ،
و يسمى بســــجود العبــــــادة ،
و هو خاص بالله فقط دون سواه ،
لذلك عندما أراد يوحنا الرسول في رؤياه بالسجود أمام الملاك
من فرط تأثره بالمناظر الإلهيــــــة منعـــــه المـــــلاك...
"فخررت أمام رجليه لأسجد له، فقال لي أنظر لا تفعل.
أنا عبد معك ومع إخوتك الذين عندهم شهادة يسوع . أسجد لله " (رؤ ١٩: ١٠)
و جعله الملاك ينظر السجود الحقيقي لله...
"و جميع الملائكة كانوا واقفين حول العرش و الشيوخ و الحيوانات الأربعة
خروا أمام العرش و سجدوا لله قائلين :
آمين ، البركة و المجد والحكمة و الشكر و الكرامة و القدرة و القوة لإلهنا
 إلى أبد الآبدين،أمين " (رؤ ٧ : ١١ و ١٢) .

3- الملائكة في خدمة الله و تنفيذ أحكامه
 فالله خلق الملائكة أساسًا لخدمته و تنفيذ أوامره ، و هم في ذلك مســــرورون ،
 لأنهم يخدمون العزة الإلهية ، و واقفين أمام العـــرش الإلهــــي على الـــــدوام .
و يؤكد هذا الكلام داوود النبي قائلًا  :" الصانع ملائكته أرواحًا و خدامه نارًا ملهبة "
(مز ١٠٤: 4) و أيضًا (عب ١: ٧ ).
و يقول بولس الرسول :
 " أليس جميعهم أرواحًا خادمة مرسلة للخدمة..." (عب ١: ١٤).
و هناك أمثلة كثيرة في الكتاب المقدس ترينا كيف أن الله أرسل ملائكته لينفذوا أحكامه...

أ- في سفر صموئيل يقول :
 "وبسط الملاك يده على أورشليم ليهلكها فندم الرب على
 الشر و قال للملاك المهـلك الشعب : كفى الآن رد يـــــدك" (٢ صم ٢٤: ١٦).

ب-  و في سفر الملوك يقول :
 " و كان في تلك الليلة أن مــــلاك الرب خـــرج و ضرب من جيش
 أشور ١٨٥ ألف ، و لما بكروا صبـــاحًا إذا هم جميعًـــا جثث ميتة،
فانصرف سنحاريب ملك اشور و ذهب راجعًا و أقام في نينوى" (٢ مل ١٩: ٣٥ و٣٦).
ج- و في العهد الجديد ضـرب مــــلاك الرب هيرودس لأنه لم يعـــط مجــــدًا لله
 " ففي الحال ضربه ملاك الرب لأنه لم يعط المجد لله ، فصار يأكله الدود و مات"
(أع ١٢: ٢٣).

ج – و في سفر الرؤيا يقول يوحنا الرسول :
" و سمعت صوتًا عظيمًا من الهيكل قائلًا للسبعة الملائكة
امضـــوا و ســـكبوا جــــامات الله على الأرض " (رؤ ١١: ١).

د - و الله يرسل ملائكته لخدمة البشر ، كما فعل الملاك جبرائيل مع دانيال النبي بناء
 على أمر الله ليفهمه الرؤيا :
"و  أنا متكلم بعد بالصلاة ، إذا بالرجل جبرائيل الذي رأيته في الرؤيا في
الابتداء...  لمسني عند و قت تقدمة المساء و فهمني و تكلم معي
وقال يا دانيال إني خرجت الآن لأعلمك الفهم" (دا ٩: ٢١ و٢٢).

4- الملائكة في خدمة المؤمنين
 كان الملاك في رفقة العائلة المقدسة عندما جاءت إلى مصر هربًا من هيرودس الملك . وكان يسير معهم حتى وصلوا بسلام الله آمنين
"و بعد ما انصرفوا إذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم وكن هناك حتى أقول لك . لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه" (مت ٢: ١٣).
و شجع بولس الرسول ليقف أمام قيصر...  " لأنه وقف في هذه الليلة ملاك الإله الذي
 أعبده قائلًا : "لا تخف يا بولس، ينبغي لك أن تقف أمام قيصر، و هوذا قد وهبك الله
 جميع المسافرين معك" (أع ٢٧: ٢٣).

5- الملائكة و حراسة أولاد الله و إنقاذهم
أ‌-  فدانيال النبي الذي ألقى في جب الأسود يقول :
" إلهي أرسل ملاكه و سد أفواه الأسود فلم تضرني ،
 لأني وجدت بريئًا قدامه (الله) ، وقدامك أيضًا أيها الملك ،
لم أفعل ذنبًا" (د ٦: ٢٢)

ب ـ و إليشع النبي حرسه جيش من الملائكة عندما أحاط به الجيش
"فبكر خادم رجل الله وقام وخرج ، و إذا جيش محيط بالمدينة و خيل و مركبات ،
 فقـال غــلامه له : آه يا سيدي كيف نعمل، فقال لا تخف لأن الذين معنا أكثر من الذين
معهم... ففتح الرب عيني الغلام فأبصر ، و إذا الجبل مملـــوء خيلًا و مركبــــات نار حــول
 إليشع " (٢ مل ٦: ١٥ - ١٧).

ج- لذلك يقول داوود النبي "يحل ملاك الرب حول متقيه وينجيهم" (مز ٣٤: ٧)
ويقول أيضًا "لأنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك في كل طرقك" (مز ٩١: ١١).

د- خلصوا بطرس من السجن (أع ٥: ١٩).

6- الملائكة يرفعون صلوات المؤمنين إلى الله
 فرافائيل رئيس الملائكة (أحد رؤساء الملائكة السبعة) يقول لطوبيا :
"انك حين كنت تصلي بدموع وتدفن الموتى
و تترك طعامك وتخبئ الموتى في بيتك نهارًا وتدفنهم ليلًا،
كنت أنا أرفع صوتك إلى الرب" (طوبيا ١٢: ١٢).
ويقول يوحنا الرسول في سفر الرؤيا "وجاء ملاك أخر ووقف
 عند المذبح ومعه مبخرة من ذهب، وأعطى بخورًا كثيرًا لكي يقدمه مع
صلوات القديسين جميعهم على مذبح الذهب أي أمام العرش" (رؤ ٨: ٣).

7- الملائكة يشفعون في المؤمنين
فالملائكة أيضًا شفعاء ، بمعنى أنهم يصلون من أجل المؤمنين و يطلبون من أجل
سلامهم. فقد جاء في نبوءة النبي زكريا عن الملاك الذي تشفع من أجل أورشليم
"فَأَجَابَ مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَال َ:
«يَا رَبَّ الْجُنُودِ، إِلَى مَتَى أَنْتَ لاَ تَرْحَمُ أُورُشَلِيمَ وَمُدُنَ يَهُوذَا الَّتِي غَضِبْتَ عَلَيْهَا هذِهِ
السَّبْعِينَ سَنَةً؟»
فَأَجَابَ الرَّبُّ الْمَــلاَكَ الَّذِي كَلَّمَنِي بِكَلاَمٍ طَيِّبٍ وَ كَلاَمِ تَعْزِيَةٍ . فَقَــالَ لِي الْمَــلاَكُ الَّذِي
كَلَّمَنِي: « نَادِ قَائِلًا : هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ :
غِرْتُ عَلَى أُورُشَــلِيمَ و َعَلَى صِهْيَوْنَ غَيْرَةً عَظِيمَةً.
وَ أَنَا مُغْضِبٌ بِغَضَبٍ عَظِيمٍ عَلَى الأُمَمِ الْمُطْمَئِنِّينَ.
لأَنِّي غَضِبْــــتُ قَلِيلًا وَ  هُــــمْ أَعَـــــانُوا الشّـــــــَرَّ.
لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ :
قَدْ رَجَعْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ بِالْمَرَاحِمِ" (سفر زكريا 1: 12-16).

8- الملائكة يطمئنون القديسين و يبشرونهم بالخير
 الملائكة يطمئنون القديسين ويبشرونهم بالخير :
"فتراءى ملاك الرب للمرأة (أم شمشون) و قال لها :
ها أنت عاقر لم تلدي ، و لكنك تحبلين و تلدين ابنًا...
و هو يبدأ يخلص إسرائيل من يد الفلسطينيين" (قض ١٣: ٣ - ٢١).

 9 - الملائكة يهيئون للقديسين حاجات الجسد
 أ‌- "و اضطجع (إيليا النبي) و نام تحت الرتمة، و إذا بملاك الرب قد مسه و قال قم و كل،
فتطلع و إذا كعكة ردف و كوز ماء عند رأسه ، فأكل و شرب ثم رجع فاضطجع،
ثم عاد ملاك الرب ثانية فمسه وقال: قم وكل، لأن المسافة كثيرة عليك، فقام و أكل
و شرب وسار بقوة تلك الأكلة أربعين نهارًا وأربعين ليلة" (1 مل ١٩: ٥ - ٩).

ب‌- وكان (دانيال) هناك (في الجب) ستة أيام... وكان حبقوق النبي في أرض يهــــــوذا،
 و كان قد طبخ طبيخًا وثرد خبزًا في جفنته وانطلق إلى الصحراء ليحمله إلى الحصادين،
 فقال ملاك الرب لحبقوق احمل الغذاء الذي معك إلى بابل إلى دانيال في جب الأسود،
 فقال حبقوق: أيها السيد، إني لم أر بابل قط ولا أعرف الجب، فأخذ ملاك الرب بجبتـــــه
 وحمله بشعر رأسه وضعه في بابل عند الجب باندفاع روحه، فنادى حبقوق قائلًا:
 يا دانيال يا دانيال : خذ الغذاء الذي أرسله لك الله ، فقال دانيال :
 اللهم لقد ذكرتني و لم تخذل الذين يحبونك، و قام دانيال و أكل،
ورد ملاك الرب حبقوق من ساعته إلى موضعه" (دا ١٤: ٣٠ - ٣٨).

 خدمات أخرى للملائكة
 و إن كانت خدمات الملائكة لا تحصى و لا تعد، إلا أننا أبرزنا أهمها ،
و نستطيع أن نضيف بعضًا منها في الأتي :
أ‌- أنبأوا بولادة يوحنا المعمدان ( لو ١: ١١ -  ٢١).
ب‌ - أنبأوا بولادة المسيح واحتفلوا بها (مت ١: ٢٠ و لو  1 : ١١) .
ت‌ - خدموه وقت تجربته وآلامه (مت ٤: ١١ و لو ٢٢:  ٤٣) .
ث‌ - بشــــــــروا بقيامتــــــــــه (مت ٢٨: ٢ و يو ٢٠: ١٢) .
ج‌ - أنبـــــــــــأوا بصعـــــــــوده (أع ١: ١٠ و ١١ ).
ح‌ - سيرافقون المسيح عند مجيئه الثاني (مت ٢٨: ٢ و يو ٢٠: ١٢).
خ‌ -  يجمعـــــــون شــــــعبه إلى ملكــــوته (مت ١٣:   ٣٩).

 نحن و الملائكة
 يقول نيافة الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي :
 " لا تظن أن الملائكة لا تستطيع أن تعمل أو تتحرك من دون أن تتلقى من الله أمرًا بذلك في كل كبيرة و صغيرة... كلا، ليس الأمر كذلك ، فإن الله أقام ملائكة...

و الملائكة كائنات حرة ، لهم مقدرة و لهم إمكانيات ، و لهم أن ينصرفوا في حدود
 اختصاصاتهم ، و لذلك فإن الملاك ليس في حاجة في قل مرة أن يتلقى أمرًا مباشرًا
 من الله ، مثله في ذلك مثل الشرطي الذي يقف على باب المنزل أو على رأس الطريق
للحراسة، له أن يستجيب لاستغاثة أي مواطن دون الرجوع إلى رئيس الجمهورية
مباشرة ، وله أن يندفع من تلقاء ذاته لمطاردة اللصوص، دون أن ينتظر إشارة من رئيس
البلاد... بل إن الشرطي الذي يرفض أن يستجيب لنداء أي مواطن بحجة أنه لم يتلق
 أمرًا مباشرًا من رئيس الجمهورية، فإنه لو أبلغ أمره إلى الرئيس لعاقبه
و طرده من وظيفته، لأنه بتصرفه العقيم أهان الحكومة، و أثبت أنه عديم التصرف،
و لا يصلح لمهمته التي أوكلت إليه .

و من هنا نفهم أنه يمكن أن يكون لنا صداقة مباشرة مع الملائكة وأنه يمكن أن
نستغيث بهم، ولا يكون في هذه الاستغاثة إهانة لجلالة الله وعظمته، أو إنقاص لقدرته،
 لأن الملائكة مخلوقة لخدمة الله، كما أقيموا أيضًا لخدمتنا، فقد قال الرسول :
"أليسوا جميعًا أرواحًا خادمة، مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص؟"
 (عب ١: ١٤) .

إذًا قد منحنا الله هذه العطية، وهي أن يجعل الملائكة الأقوياء في خدمتنا، وكلفهم
 بحراستنا وإغاثتنا، لذلك يمكننا أن نقول "يا ملاك أغثني، أو يا ملاك أعني"..
 و ليس في ذلك ما يتعارض مع عبادتنا لله وصلواتنا إليه.

ألا يقول الواحد منا للأخر "يا أخي أعني، ويا أخي ساعدني!!
 أفهل تكون بهذا قد جدفت على الله؟
إذًا يمكننا أن نستغيث بالملائكــــــــة ،
و أن نطلب منهم أمرًا ، مادام هذا الأمر في حدود اختصاصاتهم و إمكانياتهم ".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النظام السمائي و درجات الملائكة  ( كتاب الملائكة لمشاهير الاباء ) 
تمهيد :
لا شك أن هناك درجـــات بين الملائكـــــة ، و كل درجــــة لها وظيفــــة معروفــــــة ،
فالله – و هو ضابط الكل- إله نظام ، قد نظم كل شيء قد خلقه ، فالطبيعة تسير في
نظام عجيب لا يختل لحظة و لا طرفة عين ، فالشمس و القمر و الكواكب كلها ، حتى
الأرض تسير في نظام دقيق جداً... و إن أردنا أن نتأمل في الإنسان وأجهزته الطبيعية
 نجد أنها مرتبطة ببعضها البعض وتعمل في نظام وترتيب لا مثيل له .

 النظام السمائي :
لذلك نجد أن كل شيء به نظام يسير وفق هذا النظام بدون خلل أو انحراف ،
 أما الأشياء التي لا تسير بأي نظـــام نجدهـــا تختـــل و تنحـــرف عن مســـارها .
هكذا أيضا القوات السمائية خلقها الله في نظام و ترتيب لكي ينظم بها الكون كله .
و الكتاب المقدس يشهد أن للملائكة رتب ودرجات ، 
فبولس الرسول يتكلم عن بعض هذه الرتب في رسالته إلى أهل أفسس قائلا:
"... فوق كل رياسة و سلطان و قوة وسيادة..." ( أف 1: 21 ).
و أيضاً في رسالته إلى أهل كولوسي يقول :
"فانه فيه خلق الكل ما في السموات و ما على الأرض ما يرى وما لا يرى
سواء كان عروشا أم سيادات أم رياسات أم سلاطين.." ( كو 1:  16).
و فى سفر دانيال النبي نسمع عن ميخائيل انه :
" واحد من الرؤساء الأولين "(دا 10: 13) 
 "و أما ميخائيل رئيس الملائكة " (يهوذا 9).
" ورأيت السبعة الملائكة الذين يقفون أمام الله.. (رؤ  2 : 8 )

 رتب الملائكة  :
 ونستطيع أن نقسم رتب الملائكة (حسب ما ورد ذكرهم في القداس الالهى) الى الاتى:
1- رؤساء الملائكة (نى أرشى انجيلوس).
2- الملائكـــــــــــة (نى أنجيـــــــــــلوس).
3- الرئاســــــــــات (نى أرشـــــــــــــــى).
4- الشاروبيم = الكاروبيم (نى شيروبيم).
5- الساروفيم (نى سيرافيم).
6- الكراسي (نى اثرونوس).
7- السلطات (نى اكسوسيا).
8- الربوبيات (نى ميت شويس).
9- القوات (نى جوم). أو العساكر (نى ستراتها)
   أو الجنود (الصباوؤت، و هي كلمة عبرانية) .
و يلاحظ أن الكلمة التي بين قوسين هو المعنى باللغة القبطية،
فمثلا رؤساء الملائكة تنطق باللغة القبطية ني أرشى أنجيلوس
 (أرشى = رئيس، أنجيلوس = ملاك، ني = الجمع )
طغمات الملائكة 
و يقسمهم القديس غريغوريوس ( في كتاب كتاب مروج الأخيار في تراجم الأبرار)
إلى ثلاث طغمات tagma،
و كل طغمة تنقسم إلى ثلاث رتب كالآتي :
1- الطغمة الأولى تشتمل على :
أ – السارافيم : وهم يضطرمون بمحبة الله أكثر من بقية الملائكة .
ب – الكاروبيم : وهم أعلم وأكثر نورا، ومنهم الكاروبيم المتسلح بسيف لهيب نارعلى
الفردوس يحفظ شجرة الحياة بعد طرد آدم وحواء، ومنهم الشــــيطان الذي ســــــقط أيضــــاً.
ج – العروش : و هم الملائكة الذين يكونون للعزة الإلهية بمنزلة منابر و كراسي مجيدة

2- الطغمة الثانية و تشتمل على :
أ – القــــــــوات : وهم الذين وهبهم الله قوة عظيمة لفعل العجائب.
ب – السلاطين :
و هم الأرواح الذين يضبطون سلطان الشياطين و جهنم، و قد أقامهم الله
على الأرض لحفظ نظام العالم ، و قد سموا سلاطين لأنهم يظهرون سلطان
 الله تعالى و قدرته الضابطة.
ج – السيادات :
 هم الأرواح الذين لهم سلطان على البشر و على الملائكة الذين هم أقل منهم كمالاً

 2- الطغمة الثالثة و  تشتمل على :
أ – الرياسات :
و هم الملائكة الذين لهم سلطان خاص على الممالك لحفظها.
ب - رؤساء الملائكة : وهم الملائكة المرسلون لأعظم الأمور ومنهم
( ميخائيل و جبرائيل و رافائيل )
ج - الملائكـــــــــــة : وهم باقي الملائكة الذين يخدمون في شتى الأعمال الأخرى.

ــ اللغة الإنجليزية : seraphpl seraphim
ــ اللغة العـــــبرية : שְׂרָפִים
ــ اللغة اليونانيــــة : Σεραφείμ 

الرؤيا المشهورة في الإصحاح السادس من إشعياء النبي تتكلم عن السيرافيم.
لأول مرة في الكتاب المقدس (أش 6: 2-6) فتقول :
"... رأيت السيد جالســاً على كرسي عال و مرتف  ع و أذيالـــته تملا الهيكل.
السارافيم واقفون فوقه لكل واحد ستة أجنحة. باثنين يغطى وجهه، و باثنين يغطى
 رجليه و باثنين يطير .

و هذا نادى ذاك وقال قدوس قدوس قدوس رب الجنود مجده ملء كل الأرض " .
و كلمة سيرافيم كلمة عبرية معناها "محرقة" أو "متقدة بالنار" وهى جمع لكلمة "ساراف". وقد وردت في مواضع أخرى بمعناها اللغوي وليس بمعناها الملائكي.
و طبقة السيرافيم في الملائكة من الطبقات التي لم يذكر عنها مطلقا أن أحد أفرادها سقط.
فالشيطان -وهو من جماعة الكاروبيم- سقط وجر معه كثيرين من طغمات كثيرة... فسقط معه من جماعة الكاروبيم ومن الرؤساء ومن القواد ومن السلاطين ومن الأرباب، 
 " فان مصارعتنا ليست مع دم ولحم، بل مع الرؤساء مع السلاطين..
مع أجناد الشر الروحية في السماويات (أف 6: 12) ".
فلم يرد مطلقا سقوط ملاك من طبقة السيرافيم أو من طبقة الكراسي...  فالسيرافيم المتقدون بالنار يرمزون إلى الحب الإلهي.
و السيرافيم عملهم هو تسبيح الله.. فيقولون على الدوام : " قدوس قدوس قدوس "
و هذه التسبحة قد أخذتها في تسابيحها الشهيرة ( الثلاث تقديسات ).
و ان كانوا قد قاموا بخـــــدمة نحو الإنسان ذكــــرت أيضــــــاً في سفر اشــــعياء، 
عندما قال أشعياء النبى:
 "ويل لي أنى هلكت لأني إنسان نجس الشفتين و أنا ساكن بين شعب نجس
 الشفتين لان عيني قد رأتا الملك رب الجنود. فطار إلى واحد من السيرافيم وبيده
 جمرة قد أخذها بملقط من على المذبح، ومس بها فمي وقال إن هذه قد مست
شفتيك، فانتزع إثمك و كفر عن خطيتك " (أش 6: 5 – 7).

الشاروبيم و خدماتهم / الكاروبيم
ــ اللغة الإنجليزية : Cherubim, pl Cherub
ــ اللغة العــــــبرية : כְּרוּב, pl. כְּרוּבִים
ــ اللغة اليونانيـــة : Χερουβείμ
الكاروبيم كلمة عبرية معناها ملئ المعرفة ، وهى جمع كلمة " كروب " و المعرفة تنفخ
 كما قال سليمان الحكيم، لذلك احتمال سقوط بعض الملائكة منها ممكن.
فالشيطان كان من طغمة الكاروبيم و سقط في المجد الباطل و المعرفة الكاذبة .

 و يمكن تلخيص ذكرهم في الكتاب المقدس كالآتي:
1- أول ذكر للكاروبيم في الكتاب المقدس كان سفر التكوين ،
 وهم الذين أقامهم الله على أبواب جنة عدن عندما طرد آدم وحواء منهما (تك 3: 34).

2- أمر الله شعبه في القديم بعمل كروبيم من ذهب لكي يوضع على غطاء تابوت العهد (خر 25:18 و19 و الأخبار الثانية 3:10)، وكانا جناحا الكروبيم يظللان التابوت .

3- يقول داود النبي في تشبيه شِعري أن الله ركب على كروب لما ظهر بمجده على الأرض (مز 18: 10) " طأطأ السموات وضباب تحت رجليه، ركب على كروب وطار وهف على أجنحة الرياح ".
لذلك يقال أن الكروب له جناحان، ويوصف في مكان أخر انه بالأعين،
و الأعين هنا ترمز للمعرفة .

4- يذكر حزقيال في رؤياه إن الكروبيم كانوا تحت عرش الله
 " ثم رفعت الكروبيم أجنحتها والبكرات معها ومجد اله إسرائيل عليها من فوق
(حز 11: 12) " .

5- على حجاب خيمة الاجتماع كان منقوشا صورة كروبيم كأمر الرب " وتصنع حجابا
من اسمانجونى وأرجوان وقرمز وبوص مبروم، صنعة حائك حاذق يصنعه بكروبيم .."
(خر 26: 31 ).

6- وفى هيكل سليمان كان كروبان كبيران مغشيان بذهب يظلل جناحاهما التابوت تأذى كان بينهما وبين قدس الأقداس.  أما حوائط البيت فكانت أيضاً منقوشة بكروبيم مع نخيل، و أيضاً مصراعي الباب كانا منقوشين بالكروبيم
(امل 6:27 -29 و 32 وأيضا 2 أخبار 3: 7),
 و كان المقصود بكل ذلك هو الدلالة على وجود الله في الهيكل.

7- يلقبهم حزقيال النبي بالأربعة حيوانات غير المتجسدين في رؤياه المشهورة المدونة في سفره قائلا "فنظرت وإذا بريح عاصفة جاءت من الشمال. سحابة عظيمة
 ونار متواصلة وحلولها لمعان ومن وسطها كمنظر النحاس اللامع من وسط النار.
ومن وسطها شبه أربعة حيوانات وهذا منظرها: لها شبه إنسان، و لكل واحد أربعة
 أوجه، ولكل واحد أربعة أجنحة وأرجلها أرجل قائمة وأقدام أرجلها كقدم رجل العجل..
أما شبه وجوهها فوجه إنسان ووجه أسد لليمين لأربعتها ووجه ثور من الشمال
 لأربعتها ووجه نسر لأربعتها..." (حز:4 –10).

8- وقد اشتهر الرأي بين علماء اللاهوت الأولين أن لتلك الخلائق الرقيقة الشأن وجودًا
 حقيقيًا، غير أنهم أخذوا هيئات متنوعة بحسب الاقتضاء لغايات خصوصية كما في
خيمة الاجتماع وفى رؤيا حزقيال وفى رؤيا يوحنا اللاهوتي... فيقول يوحنا الرسول "
 وحول العرش أربعة حيوانات مملوءة عيونا من قدام ومن وراء، والحيوان الأول شبه أسد
 والحيوان الثاني شبه عجل والحيوان الثالث له وجه إنسان والحيوان الرابع
 شبه نسر طائر.... ولا تزال نهارا وليلا قائلة قدوس قدوس قدوس الرب الإله القادر
على كل شيء الذي كان والكائن والذي يأتي" (رؤ 4:6-9). وهذه ترمز إلى أن الخليقة
 اجمع موضوعة لخدمة الله، وأن للإله العلى السلطان الفائق على الخلائق الحية، وان
 كل تلك الخلائق مستعدة على الدوام لإتمام إرادته بصبر الثور و شجاعة الأسد و سرعة النسر وتعقل الإنسان.

 طبقة الكراسي ترمز إلى حـلول الله،
فقد قيل عن السماء أنها كرسي الله،
أي مكان حلوله.
وطبقة الكراسي من الطبقات التي لم يسقط منها أي ملاك لأنها مكان حلول الله.
و الكراسي تترجم أحيانًا عروش (نى اثرونوس)،
و فى اللغة الإنجليزية تترجم عروش أيضًا،
لان كلمة كرسي بالقبطية (توتس) أما عرش فهي (ثرونوس  `qronoc).
لذلك يقال كرسيك يا الله أو عرشك يا الله (بيك اثرونوس) pek`;ronoc.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رؤساء الملائكة الاطهار ( كتاب الملائكة لمشاهير الاباء )
يقول يوحنا الرائي في سفر الرؤيا  :
" و رأيت السبعة الملائكة الذين يقفون أمام الله "(رؤ 8: 29) ، 
و يذكر مجمع القديسين ( كتاب الابصلمودية ) أنهم رؤساء الملائكة السبعة .
و قد ذكر الكتاب المقدس ثلاثة منهم ،
أما الأربعة الآخرين فقد جاء ذكرهم في كتب التقليد في الكنيسة القبطية
و خصوصاً كتاب التسابيح المسمى "بالإبصلمودية " , و ترتيبهم كالآتي:
5- ســــــــــــداكيئيل .
6- ســــــــــــراثيئيل.
7- أنانيئيــــــــــــل.

 و هناك تمجيد خاص برؤساء الملائكة (ذكصولوجية السمائيين )
يذكر في التسبحة كالآتي:
" سبعة رؤساء الملائكة وقوف يسبحون أمام الضابط ، يخدمون السر الخفي.
ميخائيل هو الأول و غبريال هو الثانى و رافائيل هو الثالث ، كمثال الثــــــالوث.
ســــوريال و ســـدا كيال و ســـــراثيال و أنانيـــــــــــــال،
هؤلاء المنيرون العظماء الأطهار يطلبون منه عن الخليقة .
الشاروبيم و السارافيم و الكراسي و الربوبيات و القوات
و الأربعة حيوانات غير المتجسدين يحملون مركبة الله..".

تمجيد للأربعة حيوانات غير المتجسدين / الشاروبيم
"ضباب صار تحت رجليه، وحمل على الشاروبيم و طار
( يقال في الثامن من شهر هاتور ) طأطأ السماء و نزل ،
طار على أجنحة الرياح..
حينئـــــذ فمنـــــا لا يتعـــــب ، و لســـاننا لا يصــــــــــــمت ،
عندما ننطق بمجد وكرامة الأربعة حيوانات غير المتجسدين،
هؤلاء الذين اختارهم الله وجعلهم عرشًا له ،
ليســـــتريح عليهـــــــم إلى أبـــــد الآبدين..

 لان داود المرنم ينشد بكرامة عظمتهم بصوت النبوة هكذا قائلا:
انه ركب على الشاروبيم وطار على أجنحة الرياح،
و جعـــل الظلمة ســتراً له تحــــوط به مظلتــــه .
الشاروبيم الذين حمل عليهم الرب إله القــــوات
هم الأربعة حـــــيوانات غير المتجســــدين،
الخـــدام المتقدين ناراً يصرخون و يقـــولون :
قــدوس قــدوس قـــدوس الذي لا يمـــوت ،
أيهـــــا الـــــــرب الــــــــه الصبـــــــــــاؤوت .
اشفعوا فينا أيها الأربعة حيوانات غير المتجسدين الخدام المتقدين ناراً
 أمام الرب ليغفر لنا خطايانا ".

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق