الميمر الحادى عشر ( 1 )
في الإيمان
و البساطة
أيها الإنسان المجاهـــــد إن أردت أن تجــــــــــــــد الحيـــــــــــــاة
.
تمســــــــــــــــــــــــك
بالإيمان والتواضع فبهما تجد رحمة ومعونة ،
وكلام من الله في القلب ،كلام مع الحافــــظ في الخفاء و الظــاهر،
وإذا أردت أن تقتنــــــي هذه ( الأمور ) والتي هي مفاوضة الحياة ،
فتمســــــــــــــك منذ البداية بالبســــاطة
و اســــــــــــــلك قــــدام الله
ببســـــاطة و ليـــــس بالمعــــــــرفة
لأن الإيمــــــــــان يتبـــــــــــع البساطة ،
و الشـــــــكوك ( أي عـــدم الإيمان )
و الشـــــــكوك ( أي عـــدم الإيمان )
تأتــــي من الفحص والتردد في الأفكــــار التي تعتمد
على المعرفة الجسدية .
و هذه الشـــكوك يتبعهـــــــــــا البعد عن الله .
عندما تســــجد قــــــــدام الله في صــــلاتك
عندما تســــجد قــــــــدام الله في صــــلاتك
كن في
فكرك مثل النمل و الدبيب الحقــــــير الــــــذي يـــــدب عــــــلى الأرض ،
و نــاغي
كالطفــــــــــــــــل ،
ولا
تتكلم كــــأن لك معرفــــة بل بقـــلب طفــــــــولي أســـــــــلك قـــــــدام الله ،
لتؤهل لتلك العنايـــــــــــــة التي يسبغها الآبـــاء عـــــلى
أطفـــــــالهم فقد قيل :
" الرب يحفظ الأطفال " ( مز 114
قبطي )
فالطفـــــــــــــــــل يدنو من الثعبان و يمسكه من رقبته و لا
يؤذيـــــه ،
آخــــــــــــــــــرون لابسون و مكتسون و البرد يؤلم جميع
أعضائهم ،
و الطفــــــــــــــل يكون عارياً جالســـاً و ســـط الجليـــد و لا
يتـــألم
لأن الجســـــــــــد حفظ بســـــــــبب بســاطته
هذا يكــــــــون مـــن العناية الخفية غير المنظورة (
أي العناية الإلهية )
التي تحفظ لأعضــــاء الطفل نعومتهـــــــا لئــــلا تدنــــو
منهـــا أذية ما .
فآمن الآن و صدق :
إن ثم عناية إلهية تحفظ الجسد الغض و المعرض
بسهولة لسائر المؤذيات
وذلك لأجل نعومة و ضعف أعضائه ،إن الــــــرب يحفـــــظ الأطفــــال ،
و هذا ليس عن الذين هم
بالجسد فقط ، بل و الحكماء في العالم ورفضوا معرفتهم
لأجــــــــل
ثقتهم بالحكمة الخفية الكافية الكل ، و صــــاروا أطفـــــالاً بإرادتهـــــــم ،
وهم بذلك يتعلمون تلك الحكمة التي لا تقتنى
بتلقين و هجاء ،
وحسناً قال الحكيم بالإلهيات بولس :
" من يظن أنه حكيم في هذا العالم فليصر
جاهلاً ليصير حكيماً " ( 1كو 3 : 18 . (
اســـــــــــأل الله ليجـــــود عليــــك لكي تصل إلي مستوى الإيمــــــــان
،
لأنــــــــــــك
إن أهلت للإحساس بنعمتـــــه ( أي الإيمان ) في نفســك
فلـــن
يبـــــــق أمامــــك شــيء يمنعــــــك من الدنــــــــو إلي المسيح
وتسبى في كل وقت بعيداً عن الأمور الأرضية و تنـــــسى العالم الحقير وكل أموره ،
فمن
أجل هــذا صـــل كل وقـت بلا مــــــــلل و لا كســــــــــــــــل ،
وأطلبــــــــــــــه بدمــوع و حــرارة و تضــــــرع و باهتمـــام كثــــير،
لكي تحظي به ، فانـــك لن تعــود إلي الشقاء و تؤهـــــل
لهــــــذا
إذا مــــــــــــــــا غصبت نفسك لتلقي همــك كـــــله عــــلي الله ،
وتبدل عنايتـــك ( بذاتـــــك ) بعنايته ( هو بك ) وعنــــــد ذلك أي
إذا نظر إرادتـــك و أنك بكل ضمير نقي ائتمنت
الله على كل أمورك ،
وغصبت نفسك للاتكال عليه أكثر من الاتكـــــال على
نفســــــــك
فانه يجود عليك بقــــوة تحــــــــــل عليــــــــــك ما كنت تعرفهــــا ،
وتشعر بقوتـــه إحســــــــاساً بغـــــير شـــــــك و لا ارتيـــــــــاب ،
هذه القوة لما أحس بها كثيرون :
تجاســـــروا على النار بغير خوف ، و مشوا على الماء
ولم تشــــــك أفكارهــــــــــم أنهـــــــم ســـيغرقــــون ،
لأن الإيمــــان يشـــــــــجع حواس النفس و يمنحها ثقة غير
منظورة تحس بها
وذلك لئــــــلا يضعف الفكر ،
ولهـــــــــــذا فان النفس لا تلتفت إلي الأمور المخوفة
المرعبة ،
بــــــــــــــــل تلحـــــظ الأشـــــياء بنظــــــــرة تفوق الحـــواس .
احذر تمامـــاً من الظن أن :
المعــــــــرفة الروحانية تقبل المعــــــــرفة النفسانية ، وأيضاً لا تدرك بالإحســــاس
والذين تدربوا بهذه المعرفة ( أي النفسانية ) إن أراد أحدهم الدنو من معرفة الروح ،
فإن لم يجحد أبواب نظريات هذه المعرفـــــة و يتخلص
مــن شـــــباكها
ويتبــــــــــــع طفولة الضمــــــير ، فــــــــــلا يقــــــدر على الدنو
منهـــا ،
لأن عاداتها وحركاتها الملتوية ( في الفكر ) تعوقه كثيراً لذا يلزم إستئصالها قليلاً قليلاً.
إن المعرفـة الروحانية بسيطة ، و لا تشرق
بالأفكـــــار النفســــــــانية ،
فالـــي
أن يتحرر الضمير من الأفكار الكثيرة و يأتي إلي بساطة النقاوة ،
لا يقدر أن يحس بالمعرفة الروحانية ، ودرجة هذه المعرفة هي ان
يحس الانسان بنعيم حيــــــــاة العالــــــم
الجديـــــــــــــــد ( أي الحياة الأبدية ) من ههنـا في هذه الحيــــاة،
وعند ذلك يرذل كــــــــــثرة الأفكــــــار ( التي تخص المعرفة العالمية )
لأن المعــــــرفة النفســـــــــــــــانية
لا
يمكنها أن تعرف شيئاً آخر خارجاً عن الأفكار ( الدنيوية ) المتعددة ،
الأمر الذي يقبله الضمير البســيط .
إن كلمة سيدنا لا تتغير عندما قال :
" إن لم ترجعوا وتكونوا مثل الأطفال لا تستطيعون أن تدخلوا ملكوت الله "
) مت 18 : 3)
وكثيرون لم يصلوا لهذه البساطة ،
لكن
لأجــــــل أعمالهم الحسنة لهم نصيب في ملكوت السموات جزئياً مع ســـــــــيدنا ،
وهذا يفهــــم مــــن مــعنى التطويبـــات المتعددة
المتمـــــــيزة الواردة في بشـــــــارته
حيث بين فيها تمايز التدابير و الطـــــرق الكثيــرة
و المعـــــــاني المتعــددة للتطــــــويب ،
لكل واحد حسب منزلته ، وفي أي طريق يتدبر (
أي يســــلك )
ينفتح أمامــــــه بــــــاب ملكـــوت الســـموات .
أما قوله : " إن لم ترجعوا و تكونوا
كالأطفال ... "
أظهر
أن الإنســـــــــان وهو ههنا (على الأرض ( يحــــــــــــــــس بنعيم الملكوت ،
لأن ملكوت السماء قيل عنه أنه الثـــــــــاؤريا ( أي الرؤيـــــــــا ) الروحــــــــانية ،
وهـــذه لا ننـــــــــــالها من خــــــلال الأفكـــــــار بل يذوقها الإنسان
بالنعمـــــــــــة .
والي أن يتطهــــــــــر الإنسان و يتنقــــــــــــــى
لا تكون فيه الكفـــــاءة حتى لمجرد السماع بها ،
لأنها تقتنى من التعليــــم و التلقــين .
فإن كنت يا ابني قد بلغت إلي النقــــــــاوة
التي تقتنى في القـــــــــــلب والســــكون عن الناس ، ونســـيت
معـــرفة هذا العــــالم
فانك دون أن تتعلم تجده ( أي الملكوت ) بغتة
داخلك من غير بحـــث عـــــنه ولا فحـــص .
( وإذا
بلغت إلي هذه الحالة الروحانية )
أقـــــم لك عمـــــوداً ، و أسكب عليــــه دهنــــــاًً فتجــــــــد الكــنز
في حضنــــك ،
أمـــــــــا إذا كنــــت مربوطـــاً بحبــال شــبكة المعـرفة
النفســـانية ومقيـــداً بهـا ،
فانه من الأســـــهل عليك أن تنفــــك من القيــود
الحديديــة من أن تنفك من تلك ،
وتكــون على الدوام غير بعيد ( أي مهدد ) بشراك
ومصائد الطغيان ( أي الضــلال )
ولــــــن تتمكن أبداً من أن تجد دالة و ثقة قلب
و يكون مسيرك دائماً على حد السيف ،
ولا يمكنـــك أن تكــــــون بغــــــــير ألـــــــم و لا حــــزن أبــــداً .
التجـــــــــــــــئ ( أي تحصـــــــــن ) بالعجــــــــــز و الضـــــعف ،
وسر
بالبساطة لتحيا حسنا قدام الله وتكـــــــــــــــون بغير هم ،
وأعلــــم أنــــــه كمــا يــــــلازم الفيء (
أي الظــــل ) الأجســام
فعــــــلى هذا المثـال تلتصـــــــــــق الرحمــــــــــــة
بالاتضـــــاع .
وإن كنــت تريد أن يكــــــــــــون تصرفك حسب هذه ( أي
البساطة )
فلا تسمع أبداً لأفكـــــــــــــــار التهــــــــــــــاون و الجـــــــــــــــبن
حــــــــــتى لو أحـــاطت بك
سائر المحزنات و الضيقات و الأمور الخطرة و تهددك و تخوفك
سائر المحزنات و الضيقات و الأمور الخطرة
فــــــــــــلا تلتفـــــــــــــت بنظرك إليهــــــا و لا تقيــــــم
لها حــــــــــساباً .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق