الميمر الحادى عشر ( 3 )
ضرورة الضيقات :
لا أحــــد يعرف و يدرك القـــوة الإلهيـــــة في الســـــــــعة
والراحــــــــــة ،
و لا يظهر فعلها محســــــوساً قـــــط إلا في بلد ( أي
مكان ) قفر هادئ ،
في
برية و مواضــــع خالية من المحـــادثات و ســـجس مســاكن النــاس .
لا تتعجــــــــــــــــب إذا انطلقت عليــــك ضــــوائق و مصـــاعب من كل
ناحيـــة
عنــــــدما تبـــــدأ عمـــــــــــــــــــــــــــل الفضيـــــــــــلة ،
إذ لا تحسب فضيلة التي لا يتبعهـــا مصــاعب و تعــــب
و عنـاء في فلاحتهــــا ،
لأن الفضيـــــــــــلة بهذا دعيت و سميت حسبما قال
القديس يوحنا التبايسي :
" من المعتاد أن تحدث مصاعب مع النشاط و النجـــــــاح " .
مرذولة هي الفضيــــلة إذا كانت مرتبـــطة بالراحـــة .
قال القديس مرقس :
" إن كل فضيلة تسمى صلب لأنها تكمل وصية
الروح "
لأن كل الذين يريدون أن يعيشوا بمخـــافة الله
يتضــــايقون ، ( 2تى 3 : 12 )
وحسب قول الرب :
" مــن يريد أن يتبعني يجحد نفسه و يحمل صليبه ويتبعني " ( مر 8 : 34 )
" و من يريـــد ان يخلــــــــص نفســــــــــــه يهلكهــــــــــــــا " (مت 16 : 25 )
أي من يحيي نفسه بالراحة يهلكها ،
" ومن يهلك نفسه من أجلي يجدها "( مر 8 : 35 ).
ولهــــــذا قد سبق سيدنا و وضع قدامك الصــــــــلب
لكــــــــي تســـــــــــــلم نفســــــــــك للمــــــــــوت
و بعد ذلك تطلقهــــــــــا تســـــــــير في أثـــــــــــره.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق