الميمر الثالث والعشرون ( 11 )
درجات الجهاد
رهبنة القدماء :
رهبنة القدماء :
سئل شيخ :
بماذا تشــبه رهبنـــة القدمــــاء و رهبنــة زماننــا هذا
؟ ،
أجـــــــاب :
كان إنسـاناً موسراً و حكيماً يطـــلب المســك
الخــــالص ،
ثم
تفشى الشر شيئاً فشيئاً حتى انتهي إلينا نحن الذين بالاسم و الشكل فقط .
و لما لم يجده حسب إرادته ،
قطـــع جبالاً كثـــيرة و بحـــراً و براً و مضـى إلي
الصين ،
و قدم هدايا للمــــلك هناك و ســـأله أن يعطيــه مســكاً
،
فسمح له أن يقطعه بيده ،فأخذه
و عاد و أعطاه لأولاده
و قليلاً قليــــلاًِ غشوه و خلطوا به الدغــل ( أي المقـــلد)
و سلموا يعضهم لبعض حتى حل الغش مكان المســـك ،
و فقـــد رائحتـــه و لــم يبقــــى غير الاســم فقـــــــــط
و هــكذا :
فـــــــــإن الآباء القدمـاء جســروا على الحيـــاة و المـــــوت
و ذاقـــــوا كل التجـــــارب و احتملـــــــــوا كل الضيقــــــــات
و ســلموا ذواتهــــــــــم ذبيحـــــــــــــــــة روحانيـــــــــــــة ،
و تضرعـوا للمسيح بدموع حتى جاد عليهم بمواهب النعمة ،
و أهلـــــوا لمعرفـــة الــروح ، و صـــــــــاروا مســــــــكنا
لله ،
و صنعــــوا العجـــائب ، و أحسوا بالأســرار و الاســـــتعلانات ،
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق