الميمر التاسع ( 3 )
التنعم بالمزامير :
إن شـــــئت أن تتنعم في المزامير خدمتك و يكون لك الإحساس
بكلام الروح الموجه لك ،
اترك عددها و لا تقم بمعرفة مقدارها ، و لا
تكــون تلاوة الاســتيخونات لقصد و غـرض ما ،
و اترك تلاوة العــــادة . و أفهم الشيء الذي أقوله
لك .
( أ ) المزامير التاريخية :
التــي قيــلت بنــوع الســيرة ،
عندمــا تتلوهـــــــا فليفحــــــص عقــــــلك فيهــــــا
عن تدبــير اللــــه ،
لكــــي تنتبه نفسك إلي المعاني العظيمة
التي فيها بدهش وتعجب من التدبير الالهى
و من هنا تتحرك نفسك إما بالتمجيد أو
بحزن نافع .
( ب ) المزامير التضرعية :
و التي قيلت بنوع الصلاة ، فخذها علي نفســـــك ،
لكي إذا ما ثبت الفكر فيها يمضي عنك الاضطراب
(أي تشوش الذهن ) .
و ليس في عمل العبودية سلام الفكر ، و لا في
حرية الأولاد سجــس التخبـــــــــــــط
هذا الــذي من عادتـــــه أن يمتــــــــــص مذاق المعــــاني
و يســـلب التمـــــــــــــييز
الذي
فيها مثل العلقــــة التي تمتـــــــص حياة الجســــــد بامتصاصها الدم من أعضائه .
و التخبـــط ينبغـــــــــــي أن يدعـــــــــى مركب
الشــيطان ،
فالشـيطان مثـل
النوتـي الذي من عادته التسلط علي العقل دومــــــــــــــاً
آخذاً
معه جميــع الآلام ( أي حـروب الشــــــهوات )
و يدخـــل على النفس المجاهـــــــــــدة ليسقطها فــــــي هوة التخبـــــط
و أفهم هذا أيضاً بتمييز :
أن
لا يكــــــون الاســـتمرار في التــــــــلاوة كـــــأنه مـــــن شــــخص آخــــــر ،
بــــل هـــــي ألفاظ مزاميرك و صلاتك أنت ، لئلا يظن بك أنك توصل كلام غيرك ،
إذ بهــــــــــذا لا يكــــون لك أبـــداً الحــــزن أو الفرح ( التي هي الانفعـــالات )
التي توجـــــــد فيهــــــــــــــا النفس ( أي في الصلاة
الروحانية ) .
بل قل الكلام علي أنــــه نابـع من ذاتك بتضــــــرع و حــزن و تمـــــييز و إفـــــــراز
،
مثل إنسان
متيقــــــــــن بالحقيقــة أن يقـوم بهـذا العمـل من ذاتـه .
صفحات ذات صلة :
التمتع بحلاوة المزامير :
صفحات ذات صلة :
التمتع بحلاوة المزامير :
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق