الميمر الثامن ( 5 )
الرتبة الثانية من المعرفة :
اذا
نبذت الغرض الأول ( أي الرتبة الأولى ) من المعــــــــــرفة
و رجعت إلى الهذيذ و محبة النفس ،
فجميع الفضائل التي ذكرناها تقوم بها خلجات
النفـــس ( بسبب ) نـــور طبيعتهـــــا
تعملها بمشاركة الجسد التي هي :
الصوم و الصلاة و الرحمة و قراءة الكتب المقدسة
الصوم و الصلاة و الرحمة و قراءة الكتب المقدسة
بقصـــــــــــــــد تعـلم الفضيلة و تعـلم الجهـاد مقـابل الآلام
و الشياطين ، و ما غــيرها
و باختصار :
جميع الأفعال الحسنة و الأفكار و المعاني الفاضلة توجد
في النظــر الداخلي للنفس
و الترتيبات العجيبة الموجودة في بيعة المسيح ،يتممها الروح القدس بفعــــل قـــوته
بهذا الصنف المتوســط من المعرفة ، و هي تطــرق
سـبلاً توصل العقـل إلي الإيمـان ،
و بها
نجمع زادا لعالمنا الحقيقي ذاك .
و الي هنا ما زالت المعرفة جســـــــــدية مركبة ـ و لو أن هذيذها بالفضيلة ـ
لأنهــــــا هــــي الطريق الذي يوصلنا إلــــــــــــي درجــــة الإيمــان .
و لكـــن ثــــم رتبـــــة أخـــــرى أرفـــع
من هــذه و أفضــل تصـــل اليهــــــا
إن نجحت و نشطت بالتدريج بمعونة المســـيح و وضعت أساسا لعملها :
الانفــــراد عــن النـــــــاس و الهــرب من الأحــاديث
و المفاوضـــة بقراءة الكتب و مداومـــــة الصــــــــلاة ،
هذه التي بهــا تكمــــــل باقيأعمـــــال الصـــــــــلاح .
هذه هي الرتبة الثانية من المعرفة : التي بهــــا تعمــــــــــل كل الصالحــــات
و هــــي تدعي " معرفة الأفعـــال " :
لأنها بالأفعال المحسوسة بحواس الجسد
و تتم
أفعالها بالترتيـــــــــب الخارج البرانى .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق