الميمر التاسع ( 6 )
مما سمع و نظر من الشيوخ
قصة ( 1 ) : الدهش لمدة ثلاثة أيام
قال أحد القديسين :
كنــــت في ضنــــــك من الأحــــــــزان و التجـــــــــــارب
فمضـــيت إلي متـــوحد شــيخ عظيـم كان راقداً مريضاً ،
فمضـــيت إلي متـــوحد شــيخ عظيـم كان راقداً مريضاً ،
و لما سلمت
عليه قلت :
صلي
علي يا أبي لأني مضغوط من تجارب الشياطين ،
ففتح عينيه و تميزني جيداً و قال :
يا ابني أنت شاب و الله لا يترك عليك تجارب ،
فقلـــــــت له : أنا شاب و لكن علي تجارب الرجال
الأقوياء ،
قـــــــــــــــال : إعلــــم أن الله يريــد أن يجعــــلك حكيمــــاً ،
فقـــــــــــلت : كيف أصير حكيماً و أنا أذوق الموت كل
يوم ،
أجابني قائلاً : اسكت فالله يحبك و هو مزمع أن
يجود عليك بموهبة ،
و قــــــــــــال : إعلم يا ابني أن لي ثلاثين سنة أجاهد
الشـــياطين ،
و في مدة عشرين سنة لم انتفـــع شـــيئاً بالكليـــــة ،
و في السنة الخمسة والعشرين بدأت الراحة و كانت
تتزايد ،
و بعد ثمانية و عشرين سنة كثـــــــــــــرت جــــــــــــــــــــــدا ،ً
و في تمام الثلاثين بلغــــت الراحـــة حداً لا اعـــرف
مقــداره
و عندما أقـــــوم للصــــلاة لا أتلــــو غـــير مزمـــــــور واحـــــد
و بعد ذلك أمكث ثلاثة أيام بالدهش مع الله و لا
أحس بتعب .
فانظر الراحة غير المحدودة التي تولدت من عمل
زمان كثير .
قصة ( 2 ) : ثمار الصمت و
السهر :
كان أحـــــــد الآبـــــــــاء يــأكل مرتيـــــــــن في الأســـــــــــبوع ،
هـــذا قال لنـــــــا : إنه
هـــذا قال لنـــــــا :
في النهار الذي أتكلـــــم فيــــه مع إنســــان لا
أقـــدر على التمســك بقــــــانونى
( أي نظامي ) في الصـــــــــــوم ، بل أجـبر عـلى الأكل قبـــل موعـــده ،
ففهمنـــــــــا جميعـــــاً أن حفــظ اللســـــــان ليــــــس فقـــــــط يوقظ
العقل مع الله ،
بل يمنح قوة عظيمة خفية لإتمام الأعمال
الظاهرة بالجسد و ينشط علي إتمامها ،
و يستضيء العقـــل خفيـة على الــدوام ، و هـــذا حســـب
قول آبائنا :
إن صمت الفم إذا كان بمعرفة يحفظ الضمير مع
الله .
و كان هذا القديس يسهر كثيراً و هو يقول :
في الليلة التي أسهر فيها من العشــاء إلي باكـــر
و بعـد ذلك اســـترح قليـــــلاً ،
فعندما استيقظ من النوم أتمم نهــــاري كـــأني لسـت من
هذا العالم ،
و لا يصعد على قلبي فكر أرضي ، و لا احتاج
لتكميل القوانين المحددة
و لكن أثبت نهاري كله في الدهش .
و في أحد الأيام الـــــذي كنت أنــــوي تنـــاول طعـــامي فيــــه لــــم أذق شـــيئاً
،
بــــــــــل بعد أربعة إذ قمـت
أصــــلي وقت المســاء لكــي آكـــل ،
قمـــــت في دار ( أي فناء ) قلايتــي
و كــانت الشـــمس غـــاربة ،
و شعرت فقط بتلاوة مزمور بدء الخدمة (
ثم أخذت فى دهـــش )
فمكـثت إلي ثاني يـوم حتى أشـــرقت
الشــمس في وجهــــي
و حميت الثياب التي علي جسدي و لم أشـــعر
أيـــــن أنـــــــا ،
و لمــــا أحرقت الشمس وجهي تجمع عقلي علي ،
و نظــــــــرت
و إذا هو نهار ثاني فشكرت
الله على كثرة إنعاماته لجنس البشر
و لأي رفعة و عظمة أهل طالبيه .
و لأي رفعة و عظمة أهل طالبيه .
قصة ( 3 ) : تذكر الأفكار الصالحة
شيخ آخر كان مكتوباً على حوائط قلايته كلام و أفكار مختلفة ،
و لما سألوه ما هذه ؟ ،
أجابهم قائلا ً:
هذه أفكار البر التي تأتيني من
ملاك العناية
و من خلجــــات الطبـــــــــع
المســـــتقيمة ،
و أنا أكتبها في الوقت الذي أكون فيه
على هذه الحال ،
لكــــــــي في أوقات الظلام أتفاوض بها فتخلصني من طغيان الضلال .
لكــــــــي في أوقات الظلام أتفاوض بها فتخلصني من طغيان الضلال .
قصة ( 4 ) أفكار العظمة
شيخ آخر :
مدحته أفكاره لأجل أعمال سالفة ،مثل
أنه أهل لرجاء عدم الفساد ،
فأجاب الشيخ أفكاره قائلاً :
أنا الآن ســـائر في الطـــــريق ، و باطـــلاً تمدحـــونني
لأن الطــــريق لم ينتــــــــــــــه حـــــــــــــــــــتى الآن .
قصة ( 5 ) : لا تترك عمل
الله
مضيت مرة إلي قلاية شيخ كان لا يفتح بابه
كثيراً ،
و لمــا
رآني من الطــــاقة و عـــــرفني
قال لي : أتريــــــــــــــــــــد الدخــــــــــــــــــــــــول ،
فأجبتــه : نعــــــم أيهـــــــا الأب المكـــــــــــــــــرم ،
فلما
دخلــت وصلينا جلســـنا نتحـــادث ،
فسألته أخيراً :
ماذا أعمل يا أبي لأن قوماً يأتون إلي و لا
انتفع بحديثهم
و لا
أربح شيئاً و اســـتحي أن أقـــول لهــــم ألا يجيئـــــوا ،
نعم و يعوقوني عن صلواتي في أوقـــاتها مراراً
كثــــــيرة ؟
فأجابني : متى جاءك قوم محبين للبطالة ،
فإذا ما جلسـوا قليـلاً اظهــر نفسـك أنك تريد
القيــام للصـــلاة ،
و أعطهم مطانية وقل لهم :
يا إخـــوتي أريــد أن أصــلي و لا يمكن عبـور وقــت
صــــلواتي
حتى لا يثقل علي أن أوفي ما فات في وقت آخر فأقلق لذلك ،
و من غير ضرورة شديدة لا يليق أن أترك صلاتي في وقتهـــــا ،
أو : أدع الحاضر( إليك ) ليصلي معك
فإن قــــــــال لــــــــــك :
و انظر : لا تحابي وجه
إنسان و تترك عمل الله
فإن قــــــــال لــــــــــك :
صـــلي أنـــت فأنــــا أريــــــد أن أمضــــــي ،
فأسأله بمطانية و قل له :
فأسأله بمطانية و قل له :
بالمحبة صلي معي و لو هذه الصلاة الواحدة لأنتفع بصلاتك معي ،
و إذ قمــت تصـــلي أطـــــل صـــلاتك عمــــا جـــرت به العـــــــادة .
و إذ قمــت تصـــلي أطـــــل صـــلاتك عمــــا جـــرت به العـــــــادة .
فإذا صنعت هذا مع من يجيئون إليك يعرفون أنك لا تحب البطـــــالة
و لا
يأتون ثانيـــــة إلي الموضــــــع الذي يســـــمعون أنـــــك فيـــه ،
أمــــا إن طرق بابك أحد الآباء الكبار أو غريب
متعب فجلوسك معه يحسب لك صـــلاة ،
و إن كان غريباً ممن يحب الكلام البطال فأريحه حسب طاقتك وأطلق سبيله .
و إذا دخلتك شهوة الاهتمام بغيرك كأنها نوع من
الفضيلة ،
فلكي يــــزول ما في قلبــــك من شـــــك قل لفكــــــــرك :
إن طريق المحبــــة جيــــد و الرحمـة لأجــل الله مقبــــولة
،
و لكن
أنا من أجل الله لا أريدها .
قال راهب : إن لم تقف لي من أجل الله أجري
خلفك ،
فقــلت له : و أنا لأجــــــل الله أهـــــــــرب منـــــــــــك .
قصة ( 6 ) : لكل عمل وقت
في أحد الأيام مضيت إلي شيخ عجوز فاضل ، و كان
يحبني كثيراً ،
و هو
أمي في الكلام ، نير مضيء بالمعرفة و عميق الغـــور بقلبــه ،
و ينطق بما يمنحه الروح من النعمة .
فقلت له أيها الأب : إن فكري يقاتلني
أن
أمضي يوم الأحد إلي رواق الكنيسة و أجلس فيه و آكل باكراً
لكيما أحتقر و يزدرى بي .
فأجابني الشيخ :
قد كتب إن كنت :
تعمل عملاً تجلب به عثرة و شك
للعلمانين ( فإنك ) لا
تبصر نوراً ،
فأنت لا
يعـــرفك أحــد في هـــذه الكــورة و لا يعــرفون طريقتــك ،
لكنهم سيقولون :
إن الرهبان يأكلون باكراً و لاسيما ههنا
إخوة مبتدئون ضعيفو الأفكار ،
و كثير منهم لهم فيك إيمان وينتفعون بك،
فمتى رأوك تفعل شيئاً مثل هذا يتـــــأذون ،
و كثير منهم لهم فيك إيمان وينتفعون بك،
فمتى رأوك تفعل شيئاً مثل هذا يتـــــأذون ،
أما
الآباء القدماء :
فلأجل كثرة المعجزات و العجائب التي يعملونها ،
كانوا يفعلون هذا ،
لكي
يهينوا و يحقروا مجد سيرتهم و يبعدوا عنهم أســـباب الكـــبرياء ،
إما أنـــــــــت : فما
لك سيرة متميزة و لا لك هذا الاسم ،
لأنك تســـــــلك كأحد الأخـــــــــــــــــــــــوة
لأنك تســـــــلك كأحد الأخـــــــــــــــــــــــوة
و لا
تقــدر على منفعــــة نفســك و لا عــلى لا أذية غــــيرك .
و أيضـــــــــــاً هذا السلوك ليس نافعاً للكل ،
بل لأولئك الكبار الكاملين وحدهم ،
لأن هـــــذا ينتــــــــج عنــــــه انحــــــــلال الحــــــــواس ،
و يسبب خسارة للمبتدئين و المتوسطين ،
إذا كانوا محتاجين إلي تحفظ و إذلال و إخضاع حواسهم ،
و يسبب خسارة للمبتدئين و المتوسطين ،
إذا كانوا محتاجين إلي تحفظ و إذلال و إخضاع حواسهم ،
فأما الشـيوخ فقد عبوراً زمان التحفظ و هم
يربحون في جميع ما يعملون ،
لكن عديمي الخبرة فيخســرون
كثيراً في الأمــور الكبيـــرة
و يغرمــون غرامـــات ليست قليـــــلة ،
و يغرمــون غرامـــات ليست قليـــــلة ،
لكنهم من
الأشياء البسيطة الصغيرة
يتقدمـــــــون إلي الأمــــام بســهولة ،
و أيضاً حسبماِ سبقت و قلت : فلكل عمل وقت و ترتيب و لكل سيرة ( أي سلوك )
يتقدمـــــــون إلي الأمــــام بســهولة ،
و أيضاً حسبماِ سبقت و قلت : فلكل عمل وقت و ترتيب و لكل سيرة
زمان معلوم ، و الذي يتعـــدى طــــوره ( أي قامته )
لا يربح شـــيئاً بل يســـبب لنفســـه الخســــــارة .
لا يربح شـــيئاً بل يســـبب لنفســـه الخســــــارة .
و إن اشتقت إلي هذا ( أي احتمال
الازدراء )
فاصبر على الاحتقار الذي
يأتيك كرها على سبيل التدبير الإلهي ،
و اقبله بفرح و لا تقلق و لا تمقت شاتمك .
و اقبله بفرح و لا تقلق و لا تمقت شاتمك .
قصة ( 7 ) : لا بد من
التعب في الصلاة
كنت في وقت أتفــــاوض مــــع ذلك النشـــيط الفـــــــائق
الذي أكل من شجرة الحياة بالعرق النفساني (
أي بالجهاد )
من باكر شبابه إلي عشية شــــيخوخته ،
و بعد
أن وعظني بكلام كثير عن الفضيلة ،
قال
لي أيضاً :
كل صــــــلاة لا يتعـــــب فيها الجــسد و لا يحــزن فيها
القلب
فلتحســـبها مثــل الســــــقط الذي ليـــــــــس فيه نفـــــــس .
و قال لي أيضاً :
كل إنسان يحب أن يغلب بكلامه ،
و يكون ماكراً في فكره غير ضابط لحواسه فلا تعاشره نهائياً ،
لئلا يطـــــرد منـــــك النقــــاوة التي اقتنيتهــا بأتعــاب
كثيرة
و يمـــلأ قلبــــك ظــلام واضطراب .
قصة ( 8 ) : حرارة الجهاد
في أحد الأيام مضيت إلي قلاية أحد الإخوة
القديسين
و اتكأت في أحد الأركان لأني كنت مريضاً لكي
يفتقدني من أجل الله .
لأنه لم يكـــن لي أحد يعـــرفني في تلك البلاد ،
فكنت أنظـــر ذلك الأخ يقوم ليلاً قبل (الميعاد ) بوقت طويل ، إذ كانت عادته أن
يستيقظ قبل كل الإخوة ، و يبدأ
في المزامير . و بعــد أن يتلــو منهــــا قليـــــلاً ،
يترك الخدمة ( أي
تلاوة المزامير المقررة في الصلاة ) بغتــة و يقع على وجهــه ،
و يدق رأســـه في الأرض
مقـــدار مائة مرة بحـــــــدة
من الحـــرارة التي كانت تشتعل في قلبه من
النعمة ،
ثم يقوم و يقبل الصليب و يسجد أيضاً و يقوم و يقبله ،
و
يخر أيضاًَ علي وجهه ، و هكذا كان يصنع مرات
كثيرة
حتى
أني ما كنت أتمكن من
تعـــداد المطانيـــات ( أي السجدات ) التي
يؤديهــا ذلك الأخ ليـــلاً ،
و كان يقبل الصليب عشرين مرة بشوق ومحبة
ممزوجة بالمخافة ؛ثم يعود للمزامير .
و من وقت لآخر : من تواتر حركة الأفكار التي كانت تشعله بحرارتها ما كان يحتمل
ذلك الالتهاب ، و يُغلب من فرحه فيصرخ بغتة لعجزه عن ضبط نفسه .
و كنت متعجبـــاً من النعمة الكثيرة التي كانت مع
هــــذا الأخ ،
و هو حريــــص متيقــــظ فـــي عمــــــــل الله .
و بعد صلاة باكر يجلس ليقرأ ، فكان يشبه إنساناً
قد اختطف ،
و كل
فصل يقرأه يخر على وجهه مرات كثيرة
مردداً
الكلام و يرفع يده إلي السماء و يمجد و يشكر دفعات كثيرة .
لقد كان كهلاً ابن أربعين سنة و أكله قليـــل
و روحه حــــارة ( و جسده يابس ) ،
و كان يغضب نفسه كثيراً فوق قدرته و جسده يظهر
كأنه خيــال ،
و وجهه مقدار إصبعين ،
وقلت له مرارا كثيرة :
أشفق على نفسك يا أخي و ترفـــق بها ( كي تستمر)
في تدبيرك المستقيم هذا و على هذه السيرة الحسنة ، لئلا تتخبط وتقطع
و ها هي مثل السلســــلة الروحــــانية ( أي العمــــل
الروحــــي مســـتمر ) ،
حتى لا يصـير العمل القليـل زائـداً عن قدرتـك
و هنـا تتوقـف كل ســــــيرتك .
كل بمقـــــــدار حتى لا تضطر أن تأكل باستمرار (
بسبب الضعف و المرض ) ،
و لا تكثر جريك زائداً عن قدرتك لئلا تتوقف
تماماً .
كان رحيمــــــاً بشوشاً
شديد الحياء ،
بسيطاً فـــي الطاعة
حكيمـاً باللـــــــــــــه ،
و من
أجل وداعته كان محبوباً من كل أحد ،
كان يعمل الطين ( اللازم لبناء القلالي) مع الإخوة في قلاليهم
أربعة أو خمسة أيام ،
حتى يفرغ الأخ من شغله ،
لأنه كان يجيد حرفة البناء ، وفي العشاء يعود
إلي قلايته .
و إذا كـــان له حاجة و لو ضرورية يستحي و لا يقـدر
أن يقــول أنا محتــاج إليهــا ،
و أكثر خروجه لمساعدة الإخوة ، و من حيائه كان
يغصب نفسه على غير إرادته ،
و مرات كثيرة أفصـــــــح لي عــــــــن حـــــــــــزنه لخــــــــروجه مــــن
قلايتـــــــه .
و هكـذا كان تدبير هذا الأخ العجيب .
قصة ( 9 ) : التفرغ للصلاة
أنا
متعجب مما أسمعه عن أناس يعملون في قلاليهم
و مع هذا يكملون قوانين القلاية بغير نقص و لا
يتخبطون .
و قال كلمة يتعجب منها :
أني إذا مضيت أريق الماء أتخبط عن ترتيب
العادة
و أعاق عن تكميــــل عمـــــلي( أي الصــــــــلاة ) .
قصة ( 10 ) : المتوحد عمله
سمائي
أخ سأل
شيخاً :
ماذا أصنـــــــع عندمـــا يكــــون لي شـــــيء مــا و أنا في حـــاجة
ضــــرورية إليــــه ،
أما
لأجل مرض و إما لأجل حرفة ،
أو
لأني أستعمله في أغراض أخري تساعدني علي الثبات في السكون ،
و إذا نظرت أخ في احتيــاج إليـــه أغــلب من الرحمــة
و الشــفقة و أعطيـه له ،
أو إن طلبه أحد مني فما أقــدر أن أمنعـه عنه من
أجـل الوصيــة ،
ثم بعـــد ذلك أحتـاج إليه ،و احتيـــاجي هـــذا يلقيني في همــوم و اضطـــراب
و سجس الأفكار و يتشتت العقل و الاهتمام بما يليق بالسكون ،
و كم من مرة اضطــر للخـــروج من قــلايتي و من هــدوئي
ماضيـــاً في طلبــه ،
و إن تجلدت و لم أخرج أكون في ضيق و شدة و تخبـط
الفكـــــر ،
و لهذا السبب أنا متكــدر و متســجس على الدوام و لا
أعـــرف ما هـــو الأوفــق
و أيما أصنع ، هل ما يعطــل ســكوني في ســبيل راحة القريب ،
أم ما يثبتني في الهدوء و اهتم باحتياجات نفسي
فقط مداوماً على سكوني
و مسكنتي و لا أبقي في اهتمــام كثــير من أجــل أي إنسان
،
قـــــــل لي : أيما أصوب لي؟
أجاب الشيخ : كل صدقة أو محبة أو عطيـــة أو ما يظـــــن أنه واجــــب و لائـــــــــق
أو أنه فعل من أجل الله و يعطلك عن الســـكون و يمنعك عن ترك العالم
و يسجسك باهتمامه و يكدرك عن الهذيذبالله و يقطع مواصلة صلواتك،
و يدخل عليك اضطراب الأفكار ،
و ينسيك مفاوضة القراءة التي هي السلام
المقاوم للطياشــــــة ،
و يشـــــتت تحفظــــــك و يدفعك للطواف عوض أن تكون حبيساً
،
و الخلطـــة عوض الانفراد ،
و يثــــير عليــك الآلام ( أي حروب الشهوات ) التي سبق أن دفنت ،
و ينقــــص نســــــــــك حواســــك ،
و يقيم موتك الذي مته عن العالم
و ينزلك من عمــــل الملائكــــــة الذي هــــو الهــــــذيذ بالواحـــــــــــد،
و يجعلك من معشر خدام العلمانيين فلتهلك تلك الحسنة و هذا البر .
إن تكميل واجبات حب القـــريب بإراحتــــه في الأمــــــــور الجســــدانية
و يجعلك من معشر خدام العلمانيين فلتهلك تلك الحسنة و هذا البر .
إن تكميل واجبات حب القـــريب بإراحتــــه في الأمــــــــور الجســــدانية
هو بر أهل العالم أو الرهبان الذين هم خارج
عمل السكون
أو الذين في مجمـــع ( أي دير ) المجتمعتتين مع
بعضهــم
و يدخلون ويخرجـــون كل وقـــت فهــذا يليــق جداً بهــؤلاء
،
أما المتوحدون الذين اختاروا البعد عن العالم
بالجسد و العقل ،
الذين يريدون دوام ذواتهم في الصلاة
وحدهـــا
و ذلك بالمــــوت عن جميــــع الأمـــــور الزائــــــــلة
و عن الاهتمام بأي عمل ، وعدم نظر أو ذكر كل
الأشياء ( الجسدانية ) ،
و أن يخدموا المسيح ، فهذا لا يكون بعمل هذه
الأشياء الجســــــدانية
و لا يتبررون بالأمـــــــور الظــــــاهرة أمــــــام العيــــــــون ،
بل بإماتة أعضائهم الأرضية حسب قول الرسول( كو 3 : 5 )
يتعبدون لله ويقربون له في كل وقت ذبائح
أفكارهم النقية
( هذه
التي تكون) باكورة أعمالهم مع أوجاع أجســـــادهم
و احتمالهم الضوائق و ذلك لأجل الرجـــاء الذي
ينتظــــــروه .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق