الميمر التاسع ( 12 )
التغيرات
الكثيرة للضمير و التي تختبر و تميز بالصلاة
اختيـــــــــار عمل الصلاح هــو مـن الإرادة الجيــدة ،
و الاشـتياق لتكميلهــــــا هــو مـن الإرادة الفاضـلة ،
و هذا
يكون من الله ، بمعونة كثيرة مؤازرة تأتي منه ،
لــــذا نقرن الشهوات الجيدة المتحركة فينا
بصلوات متصلة على الدوام ،
و ليس فقط نطلـــــــب منــــه المعـــرفة عن تكميـــــــــل الخـــــــــــــير ،
بــــــــــــل و ليمنحنــا إفرازاً لنعـــــرف به إن كان يوافـــق إرادتـــه أم لا ؛
لأنه ليست كل شهوة صالحة تقع في القلب تكون
من الله بل النافعة فحســـــب ،
لأنه ثـــــــــــم شهوة صلاح يشـــتاق لها الإنســـــان و لا
تكــــون نافعـــة لــــــــه ،
و نشــــــوء هذه الشــــــــــهوة التي يظن إنها نافعــــة يكــــون مــــــن
الشيطان ،
و مـراراً كثــــــيرة تكـــــــــــــون ممارســـتها تفـــــوق منزلتــــــــــــه ،
و العــــــــــــــــدو يحتـــال بهـــا لأذية الإنسان و يدفعه لطلب
عملها ،
و هو لم يبلغ بعد لتدبيرهـــــــا ، أو تكون غريبـة عن رتبة اســكيمه ،
أو أن الوقــــــت لا يوافق عملها ، أو أنه ليس فيه
الكفاءة للقيام بها ،
إما لقلة المعرفة أو لضعف الجسد ، أو أن
الزمــــــان لا يســــــــــــاعد ،
و في كل هذه الحالات يظهرها له الشيطان
أنها من أعمال الصلاح و يزعجــــــــــــــــــه في جســــــــــــــــــــده
أو يخفــــي لـــــه فخــــــــاً في عقـــــــله ؛
و لهذا ينبغي لنا كما قلت أن نقرن تلك الشــــهوة
التي تتحــرك فينــا
و التي نرى إنها صلاح و جيـــــــدة بصلوات متصلة ،
و ليقــل كــل منــا
" كمل في يارب إرادتـــــك لكي أفعل هـذا
الأمر الذي اشــتهيت عمله ،
فإن كان هــــــو صــــــلاح و يوافق مســــرتك ســهل عـــــلي فعـــله ،
لأني بغــــــــير عنايتـــــــــــــــــــــك لا أقـــــدر أن أفعــــــل شــــــــيئاً
لأن الأمــــــرين ( أي الاختيار و الفعل ) همــــــــا من عنـــــــــــــــدك ،
و مـــــــــــن دون
نعمتــك لا أريد أن أخضع لهذا الشيء و لا أعمله " .
إن هذه عادة الذين يشتهون الصلاح مع تميــــــــيز
العقـــــــــل ،
فإنهــــــــــم
يتعبون في الصــــــلاة لأجل ذلك الأمر على الدوام
لكي يأخذوا المعاضدة لعمــــــــله ،
و حكمـــة تختـــبر و تفرز الحق عن
الغش بصلوات كثيرة
و عمل و احتراس و اشـــــــــــــتياق بـــــلا فتـــــــــــــور .
و الصـلاح يظهـر في مداومـة الدموع و الاتضــاع
و معــونة ســــماوية.
و بالأكـــثر مقاومة فكر الكــــبرياء
الـــــــذي بسببه نفقد المعونة الإلهية ،
هــــــــذا الفكر نبطله أيضــــاً بالصــلاة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|
ميمر8 ـ رتب المعــرفة الثــــــلاث. | ميمر10ـ الفضائل،المحبة و الاتضاع. |
الذهاب الى :
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق