إن تحدثنا عن انطلاق الروح ،
فلعله يقف أمامنا هذا السؤال .
من أي شئ تنطلق الــــروح ؟
ونجيب بأن :
تجاهد لكي تنطلق من أشياء كثيرة ،
سوف يحـدثك عنها هـذا الكتــــاب ..
غير أن هناك شيئاً آخر :
فما هو هذا الشيء ؟ أنه :
الانطلاق من معرفة الخطية .
خلقه بســــيطاً نقيــــاً لا يعـــرف خطيـــة علي الإطــــلاق ،
وقالـــــــت { تصيران كالله..} { تك5:3 }.
كان آدم وحواء
لا يعرفان سوي الخير فقط . أما الشر ، فما كان يعرفانه .
بــل معــــارف أخـــــري عديــــــدة ،عكــــــرت صـــــفو .
" الذي يزيد علماً ، يزيد حزناً " { جا18:1 }.
وعرف أن هذا شئ يخجل منه، فبدأ يغطي نفسه .
وبمرور الوقت
وأصبحت هذه المعــرفة راسـخة في ذهنــه ،
تثير عليه حروباً روحية في بعض الأوقات .
وإن لم يقــع في هـذه الخطـــايا ، قد يقـع في إدانـة غيره عليهـا .
و متى يرجــع عقــله إلي نقاوتــه ؟
و متى تــزول مــــن ذهنــــــه معرفـــة الشـــــــر .
سواء أكانت وصلت إليه عن طريق العقل ،
أو عــن طـــريق الخــبرة، والممــــارسة ؟
متى يتخلص من تذكار الشر الملبس المــوت؟..
حينما كان " يسكب سكيباً ووقت انحلاله قد حضـــر"
{ وأخيراً قد وُضِعَ لي إكليل البر } { 2تى8:4 }.
الـــــــبر الذي لا يعرف خطية ،
والــــبر الذي لا يعرف خطية ..
يتكـــلل بالقداسة التي بدونها لا يعاين أحد الرب .
ولكن متى؟ :
" الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديــان العـــادل .
ليس لي فقط ، بل لجميع الذين يحبون ظهـوره أيضاً "..
إكليل البر هذا ، هو الشهوة التي تنطلق إليهــا الــروح ..
متى ننطلق حقاً من معرفة الخطية ؟
ولا نعرف إلا الله وحده وما يحيط به من نــور، ليســـت فيــه ظلمــــــة البتـــــــة ..
سيكون لك حينما نلفظ ثمرة معرفة الخير والشر التي أكلها أبوانا في ذلك الزمان .
وحينئذ نعود إلي رتبتنا الأولي ..
سنكون في حالة أفضل من حالة آدم في الفردوس .
الــبر الذي لا توجـــد فيـــه أيــة إمكانيـة للســقوط .
فعلي الأقل سنشابهه في البراءة والنقاوة والبساطة وعدم معرفة الخطية .
سننسى الخطيـــة بكل صورها وكل تفاصيلها وكل ذكرياتها .
ولا تبـــــــــــــــقي في أذهاننـــا إلا إيجابية الحيـاة الروحية ،
ومـــــــا لم تــــره عـــين ،
أو تســــمع بــــه أذن ،
أو يخـطر علي قلب بشــــر .
بهذا تكون الروح قد وصلت إلي قمة انطلاقها .
الانطلاق من سيطرة الخطية والمادة والجسد، لكي تحيا طليقة
( تُعتَق من عبودية الفساد، إلي حرية مجد أولاد الله ) { رو21:8 }.
هل شعرت أن روحك وصلت إلي هذه الحرية ؟
هل الحــــــرية هـــي انطـــــلاق الـــــــــروح .
انطلاقها من كل قيد يعوق وصولها إلي الله ..
وكيف ذلك ؟
التي كتبت غالبيتها في بداية الخمسينات ،
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق