وعلي وجه الغمــــــــر ظلمة ، وروح الله يـــرف علي وجــــه الميــــــاه ،
ثم قال الله ليكن نور، فكان نور. ورأي الله النـــــــــور أنــــــه حســـــــن.
وفصل الله بين النور والظلمة . ودعا الله النور نهاراً، والظلمة دعاها ليلاً.
وكان مساء وكان صباح يوماً واحداً" {تك1:1- 5}.
لم تقل يارب { لا تكن ظلمة }، وإنما قلت { فليكن نور}.
فكــان نــور، وبقيت الظلمـــة، ووجد الاثنان معـــــاً..
فلماذا لم تقض علي الظلمة، ما دام النور الذي رأيته كان حسناً في عينيك ؟
لماذا أبقيتها ؟ ولماذا أعطيتها أسما ؟ ولماذا سمحت ان يكون لها سلطان ،
وقلت { هذه ساعتكم وسلطان الظلام } { لو22: 53 }؟!
لماذا لم تجعل الكل نهـــــاراً، والكـــل نـــــوراً،
أيها النور الحقيقي ، النور الذي لا يدني منه ؟
لماذا سمحت بأن يكون الظــــلام موجـــــــوداً،
وبأن يحبــــــه الناس أكــــــثر من النـــــور؟!
كان بإمكانك أن تلغي الظلام الغاءاً فلا يكون .
أو لا تســـمح بوجـــــوده قبــــل أن يوجــــد .
ولكنك أبقيته علي الرغم من أنه لا يتفق مع طبيعتك ! فلمــــــاذا ؟
إن كنت قد سمحت أن يعيش الزوان مع الحنطة إلي يوم الحصاد ،
فهل للظلمة أيضاً وقت تنتهي فيه، ويعيش أبناء النور في النور،
النور الذي لم يســتطيعوا الدنـو منه عندمـا كانــوا في الظــــلام ؟
ولكن أليـس حقــاً أن الأشــرار يخــلدون في الظلمــة الخارجيـة ؟
إذن فالظلمة الخـــــارجية خـــالدة هي أيضــاً !
بعيدة عن أولاد الله وبينها وبينهم هوة عميقة..
متى وجد الظلام ؟
{ كان علي وجه الغمر ظلمة } .
كان ذلك في بدء الخليقة كلهــا ،
قبل ان يقول الرب { ليكن نور}
فمنذ متى كان الظــــــــلام ؟…
عندما كان الله وحده في الأزل، لم يكن هناك ظلام،
لأنه لم يكن هناك سوي الله وحده، والله نــــــــور.
إذن فالظلام حدث فمتى حدث ؟ وكيف ؟ ولماذا ؟
أجبني يارب فأنني لا اعرف …
هل كانت الظلمة أقدم من النور بالنسبة إلي الخليقة ؟
وما علاقة هذا بنظرية الســـديم ؟
بلا شك أن النور كان هو الأقدم .
يقال أن هذه – الظلمة من الناحية الطبيعية –
حدث من فاعلية حرارة المجموعة الشمسية المنيرة في الغمـــر،
فتبخــــــــــرت الميــــــــــــاة بكــــــــــــــثرة وســــــــــــــــرعة ،
ومن كثرة البخر تكون ضباب كثيف جداً حجــــب نور الســـديم،
فصار علي وجه الغمر ظلمة..
علي إنني :
لا أريد أن أهبط إلي المستوي هذا التفكير المادي ،
إنما علي أن أتأمــــل في النــــور كما ينبـــــــغي ...
{ كان علي وجه الغمر ظلمة }
إذن كان هناك غمر، وكانت هناك أرض، وكانت هناك ظلمة .
فهــــل عــــدم معرفـــة الله كان هــو الظلمـــة ؟
وعندما كان روح الله يرف علي وجه المياه ، والمياه لا تعرفه ،
{ النور أضاء في الظلمة، والظلمة لم تدركه } ؟
ثم قال الله { ليكن نور } ، فكــــــــان نــــــــور.
أكان ذلك النور هو سر تلك الآيــــة الجميـــلة :
{ السماوات تحدث بمجد الله، والفلك يخبر بعمل يديه } { مز1:19 }؟
هل هذا هـو أول نــــور دخــــل الي العـــــالم ؟
ولكن واضح أنه بدخوله لم ينته زمن الظلمة .
فلمــــــاذا كـــــانت الظلمـــــــة إذن ؟
أريد يا رب أن أعرف . فهمني أنت .
أنِر عقلي وروحي لأفهم أقوالك المحيية ..
وهناك أنواع من النور:
وقال الرب لتلاميذه { أنتم نور العالم } .
وقيل عن الابــــــــن { الإله المتجسد } أنه نور من نور، حل ورأينا مجده .
وقيل عن الآب { الذي لم يره أحد قط } انه نور لا يــــــــــــــدني منــــــــه .
والخير عموماً يسمي نوراً، والبــــــر يسمي نوراً ،
والحكمـــــــــــــــــــــــــــــة والمعرفة تسمي نوراً .
في بادئ الأمر :
خـــلق الله النـــــــــــــــــور المادي الذي ندركه بالحـــــس ،
ورأي الله النـــــــــــــــــور انــــــه حســـــــــــــــــــــــــــن ،
ولكن هذا النـــــــــــــــوع هو أقل درجة من درجات النور .
وهنـــــــاك نور آخــــر يتــــــــدرج في الخليقـــــــة الحيـــــــة ،
وما هــــــي درجــــــات رقيهـــــــما عن الجمـــــــــــاد ؟
وما علاقــة كل هذه الخليقة بالله قبل خـلق الإنســــان ؟
وما علاقته به بعد خلقه ؟
الله نور، يفيــــض من نـــوره علي الطبيــــعة فتنـــــير،
وأيضاَ علي العقل والنفــس والحـــس والروح ،
فيكون نورها من فيض نوره ، و لكن ليس من جوهره .
كمــــا أن الله هـــو الحياة ،
وقد أعطس الخليقة حياة ولكنها ليست من جوهره ،
وإنمــــــــــــا من فيضـه .
ولكنهما من فيضـــــــه أو من نعمتــــــه.. وهكـــــــــذا .
لماذا رأي النور انه حسن ؟
لأنه موافق لطبيعته. فالله نور ليست فيه ظلمة البتة .
أن الظلمة ليس فيها الله، وإلا أصحـــــبت نـــــــــوراً .
والذين يخضعون للظـــــــــــــــلام ،
سوف يلقون في الظلمة الخارجية ،
أي نور خارج نطاق التمتــع بالله .
أن كان الله قد فصل بين النور والظلمة ،
فكيـف دخلت الظلمــــة إلي الإنســــان ؟
وكيــــف تأصــــــــــلت فيـــــــه ،
وكيف أحبها أكثر من النـــــــور؟
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق