مدونـة رئيــس الملائكــة رافائيـــل

بسم الآب والابن والروح القدس اله واحد امين : مدونة رئيس الملائكة رافائيل ترحب بكم : افرحوا فى الرب كل حين واقوال ايضا افرحوا (فيلبى 4:4)

الاثنين، 17 يوليو 2017

الميمر الثامن عشر ( كامل ) ــ ميامر مار اسحق ـ الجزء الثالث

الميمر الثامن عشر


النسك هو أم القداسة الذى منه يتولد التذوق الأول للإحساس بأسرار الله .
       هذا ( التذوق ) يسمى الدرجــة الأولى فـــي معرفــــــة الـــــــروح .


  لا يخدعن أحد ذاته ويتصــــــــور أفكـــاراً غـير صحيحــــــــــــــــــــة ،
لأن النفس المدنسة لا ترتقــــــــــــــــــــــي إلـــى الملكــــــوت الطــاهر ،
سواء ( هنا على الأرض حيث حياة المؤمن تعتبر ) على مثال الملكـوت ،
أو في ( الملكــــــوت الســـــــــــــــــــــــــــــماوي ) الحقيــــــــــــــــــقي .


كما أن ( هذه النفـــــس  المدنســـــــة ) لا تجتمـــــع بـــــأرواح الصــــــــــديقين ،
بــل إذا ما حدث افتراق الاتحاد الطبيعى ( بين الروح والجسد ) وانحلت العناصر ،
حينئــذ تحفــــــــظ ( تلك النفــــــــس ) الشــــقية إلى الدينـــونة العظيمـة الآتيــة .


يا أخي : نق جمــــــال عفتــك بالدمــوع والأصــوام والســـكون منفــرداً .

وإذا مـــــا انتهى مسار فلكك الطبيعى المستقيم وبلغت إلى النور الأعــظم .
الــــــــــذي يغذى أجـرام كواكــب كـــثيرة ذات الأجســـــام المتمـــــــيزة –
حســــــبما قال بولس فى أدلة القيامة العتيــدة ( 1 كو 15  ) ،
وتداخـــلت إشـــــــــــــــــــعاعات ( نـــوره في نفســـــــك ) –
ولا أعــني أن هذا يكون  طبيعياً  ( بل بالمعنى الروحـــي ) –
عنــــد ذلك تربـــــط المركبــــــــة ( أى فلكك السابق ذكره )
             برباط عــــدم المعرفة ( الجســــــــــــــــــــدية ) .

والينبوعان كثيراً الفيضان ( العينان ) تجري منهمـــــــا بحـــــــور ،
عندئـــــــذ يخرج الكهنة من المقــدس مـــن قدام سحابة هيبة الرب .
                                                                  ( راجع 1 مل 8:  10 ) .
فى الوقت الذى يكون فيـــه ســـليمان ملكاً لإســــــــــــــــــــــرائيل ،
فحينئــــذ يولـــــــــد الســــــــــــــــلام مـــن التواضــــــــــــــــــــــع ،
الـــــــذي يبنى بيت الرب ويزينـــــــه بكــل أواني القـــــــــــــــدس .

الضيق فى الجهاد :
ضيقة يسيرة  من أجــل الله ،
أفضل عنـــده من العمــل الكبــــــير المصنوع من غير ضيقـــات ،
                لأن الحزن الاختيارى يوضــــــح المحبـة الخالصة .

أما العمــــل الذي فيــه راحـــــــــــــــــــــــة ،
       فيكون من اكتفاء الضمير وشبع النية ،
لذلك جرب القديســـــون – من اجل  محبة المسيح – بأحـزان لا براحـــــــــــة ،
لأن  العمــــــــــــــــــــــل الــــــذي يحــــدث بـدون التعــــــب و النصــــــــــــب ،
إنما هــــــو بر أهـل العلم الـــــذين يطلبــون الرحمـــــــــــــــة بما يملكــــــــون ،
ويتبررون بالأشـــــــــياء الخارجة عنهـــــــــــــــــــــــــم دون أن يبذلوا ذواتهم .

وأما أنت أيهــــــــــــــا المجـاهد  فلرغبة  للتشبه بالمســــيح في آلامـــــــــــه ،
جاهــــــد فى ذاتــــك ، وتـــذوق ألمــــــه لتســـــــــــــــــتحق أن تذوق مجــده .

إن كنــــا نتألــم معـه ،  فأيضــــاً معه نتمجـــــــــــــــــد .

فالظاهر أن العقــــــل لا يتمجــــد مـع يســـــــــــــــــوع ،
          إن لــــــــــــــم يتـــــألم  معه بالجســـــــــــــــد .

إذاً فالذى يستهين بكرامة البشر هـــــــــو المؤهل لمجــد الله ،
                                        وليتمجد جسده ونفسه معــاً .

         مجد الجســـد هـــو الخضـــــــــــــــــــــوع لله ،  
وأمـــــا مجد العقـــل  فهــو الرؤيا الحقيقيــــــــــة لله ،
الطاعة الحقيقيــــــة عـلى دربـــــــــــــــــــــــــــــــين :
فهــــى بالأعمــــــال  و  الإهــــــانات المتضـــــاعفة ،
لأنه إذا تألم الجسـد فــإن القلب يشاركه الآلام أيضــاً .

إن كـــنت لا تعرف الله تبارك اســمه فلا  يمكن أن تتحرك محبته فيك ،
ولا يمكنك أن تحبه دون أن تــــراه ، ورؤيته إنما تكون من العــلم به ،
لأن رؤيته لا تســــــــبق العلم به .

صــــــــلاة :
أهلنى يارب أن أعــــــــــــــرفك وأحبــــــــــــــك ،
              لا بالمعرفة الكائنة في شتات الذهــن .
              والتى تكــــــــــون من ترويـــــــض ( الذهن ) بالتعليــم ،
بل أهــلني لذلك العلـــــم الذي به يشاهدك العقل فيمجـــــــد طبيعتك ،
                                    وبه يزول من الفكر الإحساس بالعالم .

أهــــلنى للإرتفــــــــــــــــاع عن الاهتمام بالإرادة التي تولد الخيالات ،
                                  وأن تربـــــــــــــــطنى بنير الصـــــــــليب ،
فيصلب العقــــــل باختياره وتبطــــــل منه الميـــــــــــول ( الجسدية ) ،
                                 وذلك بالنظــــــر الدائـــــــــم  ( إليـــــــك )  
                                 ومواصـــــــــلة معــــــــــــــــــــــــــــرفتك .

ضــــــــــــــع محبتـــــــــــــــــك فـــــــــــــيِّ ،
لكــــــــــــــــى أسعى وراءك تاركاً هذا العالم .

حركني للتأمل فى اتضــاعك الذي مارسته فى هذا العـــالم .
                 بالحجـــــــــاب الذي به احتجبت أى الجســد ،
لكــــــــــــــى بتذكر اتضاعك الذي لا ينـــــــــــــــــــــــسى ،
أقبــــــــــــــل حلاوة الاتضاع فــي طبيــــــــــــــــــــــــعتي .

الصعود على الصليب :
الصعود على الصليب على دربين ؛
                                           الأول : صــــــــــلب الجســــــــــــد .
                                           الثانى : ارتفاع العقل إلى الثاؤريا .
                                                     ( المشاهدة العقليـــــــــة ) .
       والأول  يكون بــــــــــــإرادتك ،
وأما الثــــاني فبالأعمــــــــــــــــــــال .

مــــــــــــــــن لــــم يخضع له جسده ،
                 لا    يخضع له عقـله .
امتلاك العقل إنما بصــــلب الجسـد .
ولا يقــــــــدر أن يخضـــــع للــــــه ،
                إن لم تخضع الحرية الذاتية للجزء الناطق ( الروح ) .

صــــــــعب هـــو تفويض أمور هامة لحديث الســــن ،
ولا لمـــن هـــو فى قامة الطفـــــــــــــــــــــــــــــــــل .
الويـــل لك أيتها المدينة التي ملكك شاب ( جا 16:10) .

مــــــــن أخضع نفسه ،
        وحقرها ،
فهـــــو قريب مـــن أن تخضـــــــع له كل الأمــــــــــــور .

مــــن عـــرف ذاتــه يعطي له معـرفة كل الأشـــــــــــياء ،
لأن   معرفتك لذاتك هى كمـال معـرفة كل الأشــــــــــــياء ،
وبإخضـــاعك لذاتك تخضـــــــــــع لك كل الأمـــــــــــــور .

فى الوقت الذى يملك فيه الاتضــاع على تدبير سيرتك ،
    تخضع لك ذاتك وتخضع معهــا كل الأمــــــــــــور ،
لأن الســــلام يتــــــولد في قلبـــــك من اللـــــــــــــــه .

ومتى كنت بعيــــداً عنه ( عـــــن الاتضـــــــــــــــــــــاع )
فلست مشرفاً فقط على الوقوع ، تحت ضغوط الشهوات ،
                       بــل تضطهــــــــــــد من العــــوارض .
حقا يارب :
إن لم نتضع فلــــن تكف عن إذلالنا وتحقيرنا .
الاتضــــاع الحقيقى يتولد من المعــــــــــــرفة ،
والمعرفة الحقيقية تتولد من التجــــــــــــارب .


ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق