الميمر الثامن
القوة التي تحدث بها الأنبياء والرسل والآبـــاء عــن التــــــــــــــــــــوبة ،
ينبغى ألا تحملنا على الاعتقاد بأنها الســــــبيل الذي يساعد على الضلال ،
والهفوات والاستهانة بالدينونة الإلهية ،
وعلى نقض حدود الرب التي لا تنقض ،
والمحددة بقوته منذ القدم بأفواه كل القديسين ،
فى الكتب والمواعـــــظ لمحـــــــو الخطيـــــــة .
فالله لرغبته أن يكون لنا أمل خــلاص تلـــــطف ،
وأزال خوف اليأس من الحـــواس بالرجـــاء الذى أعطاه لنا بالتوبة ،
وليس لإيجاد الفرصة لنخـــــــطئ ولا نجزع أو نهمــــــل الأمـــــور ،
الـــتي حدد الله لها عقــــاباً فى كل الكــــتب ،
ممـــا جلب على فاعليها النقمـــة جزئيـــــــاً في وقتهــــــــــــــــــــا ،
وبرهن بواسطتها أن الخطيـــــــة ممقــــوتة عنـــــــــــــــــــــــــــــده .
لماذا غرق بالطوفان الجيل الذي كــان فى أيـــــــــــام نــــــــــــــــــــوح ؟
أليس من أجــــــــل الزنــــا الذي سرى بينهم بســــبب جمال بنات قايين ؟
وفى ذلك الوقـــــت ما كــان حب مـــــــــــال ،
أو عبادة أوثان ، ولا سحر ولا حـــــــروب ؟
لم أحترقت أيضا مدن سدوم ؟
أليس لأنهـــا توافرت على الشهوة النجســـة حتى إن شعوبها قد آثاروها ،
فاستولت عليهم كلهم ، ومارسوا كل الأفعال النجسة القبيحة ؟
أو ليس لأجل الزنا مات فى لحظة واحـــــــدة من بنى إســـــــــــــــــرائيل .
– ابن الله البكر ( خر 22:4) – أربعة وعشرون ألفاً ( عدد 25: 6 - 9)؟
وأيضاً :
لأى سبب أقصى عن الله شمشون الجبار المقـــــدس ،
والنـــذير للــــــه من البطــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن ،
والمبشر بولادته بواسطة ملاك مثل يوحنا بن زكريا ،
والمؤهل للقوة العظيمـــــــة ، والمعجــــزات الجسام .
أليس لأنه دنس أعضـــــاءه الطاهرة بجمال زانيـــــــــــة ؟
فلهذه العلة ابتعد الله عنه ، ومكن أعداءه منه .
( قض 13 ، 14 ، 15 ، 16 ).
وداود الذى كان حسب قلب الله ( أع 22:13)
والذى لأجل فضائله أهل ليصبح الموعد الذي كان للآباء لنسله ( رو 2:1)
أى يظهـــــــــــــــر منه المسيح لخلاص كــل المســــــــــكونة .
أما عــــــوقب لأجـــــل زناه مع امرأة عندما نظـــر جمــالها بعينـه ،
وانغرس سهم هواها فى نفسه ؟ ( 2 صم 11: 2-3 و 4)
لهذا السبب أثار عليــه البارى قتال من بيتــه ، واضطهده الذى كــــان من صـــــلبه ،
وكان ذلك بعــــــد أن تـــــــــــاب ، وسكب دموعاً غزيرة بلل بها فراشه ،
وقـــال له الله على لســــــان النبى أنه قد سومح عن ذنبه (2 صم 13:12) .
وإنـــي أؤثر ذكر قوم قبله ،
فلأجـــل أية علة شمل الرجز بيت عالى الكـــاهن والشــيخ الصـــديق ،
الـــــذي أحســـــن التدبـــــــير فى الكهنــــــوت مدة أربعـــين ســــنة ،
أمـــــا لأجل نفاق ( خطية ) ولديه حفنى وفنحاس ( 1 صم 2: 22-36) ؟
فهــــو لم يجرم ، ولا كان موافقاً على ما فعله إبنــاه ،
إلا أنه لم تكن له غيرة وحمية فى أخذ حق الله منهما ،
بل أحبهما أكثر من أوامره .
ولا يظن ظان أن الله أظهر سخطه على الذين قضوا حياتهم فى الإثم ،
" بسبب سماجة هذه الخطية المبغوضـة من الله "
بل أيضــــــــاً عــلى كهنة ورؤساء شعبه وأنبيائه ، ورجاله القديسين
الذيــن أجرى معجزاته على أيديهـــــــم ( مثل شمشون )
أى أنه لا يغفل عن متجاوزى شريعته ونابذى فرائضه ،
كما سطر فى حزقيال :
إذ قال للإنسان الذي رسم له ضرب أورشليم بحـــربة لا تـــرى ،
ابداً من ناحية المذبح ، ولا ترحـــــم شيخاً ولا شـــاباً ( حز 6:9 ) ،
ليقيم البرهــــــان على أن السالكين بخوف وخشــــوع قــــــدامه ،
الصانعين إرادتــــــــه أى قديسوه وأحباؤه ذو العمــــل الفاضــل ،
النيــــــة الطـــــــاهرة إذا ما طرحـوا طـرق الـــرب فإنه يطرحهم ،
ويقصيهم عن وجهه ، ويرفع عنهم نعمتــه .
والدليل هو :
لأى سبب خرجت القضية بغتة على بلشاصر ، وضـــربه بشــــكل يـــــد ،
أليـــــــس لأنه تجاسر على ما أخذه من أورشليم ( أى الأوانى المقدسة )
التي ما كان يدنى منهــــا وشــــرب فيهـــــا هو و أصحــــابه ؟
هكـــذا الــذين نذروا أعضـــــائهم لله ،
ثــــم تجــــــــاسروا عـــلى استعمالها في الأعمال الدنيوية ،
يهلكـــــــون بضربة غـــير منظــــــورة ويقضى عليهـــــــــــم كبلشــــاصر ،
الذى تجــــــــــــاسر عــلى الأوانى المقدسة التي أخرجها من مقادش الرب .
وإذا كان الأمر هكـــذا فـــلا نتهـاون إذاً بأقــوال الله ،
وتهديداته مستندين عـــلى أمل ورجاء التوبـــــــة ،
التي ســــــلمت لنـــــا مـــن الكتب الإلهيــــــــــــــة ،
ولا نغبضه بقبيــــح أفعالنا ،
وتدنيس أعضــــائنا التـــي جعلناها من البداية مكرسة لخدمته .
لأننــــــــــا تقدســـــــــــنا بـــه كإيليا وإليشع وأبناء الأنبيـــــاء ،
وباقى القديسين الأطهار الذين اجترحوا المعجزات العجيبــــة ،
وخاطبـــــــوا الله وجهـاً لوجه ،
وكل من كان بعدهم كيوحنا البتول ،
والقديـــــــس بطـــــــــــــــــــرس ،
وجماعــــــــــــــة الكــــــــــارزين ،
والمبشرين ( بالشريعة ) الجديـدة الذين نــــــــــــــــذروا أنفســــــــــــــهم لله ،
فقبلوا منه الأســـــــرار ســــــواء مــن فمـــه القدوس أو بواسطة الاســتعلان ،
وصــاروا وســــــــــطاء بينــــــه وبين الناس وخطبوا المسكونة إلى الملكوت .
( 2 كو 11: 2 )
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق