الميمر الثالث ( 6 )
درجتان في الدهر الآتى :
هناك رتبتان أي المنزلة العليا والمنزلة السفلى ،
ولا توجـــد رتبــة متوسطة بينهما ،
فإما علوا كامـــلاً أو إنخسافاَ تاماً ، حيث يكــــــــون ( الإنسان )
إمــا من العلويين أو من السفليين .
وفي كل رتبـــــــة منـــازل عـديدة ، فكـل يجازي حسب استحقاقه .
وإن كان هذا حقــــاً ، وهــــــــــو حـــــــــــــق فلا يكــــون أجهـــــل وأحمـــــــق من القائلين ،
يكفينــــــا النجاة والهروب من جهنم ولسنا نبالي إن لــــــــم ندخــــــــل الملكـــــوت ،
وهــــذا قول خاطئ لان الخـــــلاص من جهنم هو الملكوت ، وعدم نوال الملكوت هو جهنـــــم .
والدليل على ذلك أن الكتـــــــــــاب المقـــــدس لم يعلمنــــا بوجـــــــــود ثــــــلاثة أمكنــــــــــة ،
بل فحوى ما جـــاء به أنه إذا ماجـــاء ابن البـــشر في مجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــده
تقـــف الخـــراف عــــــــــــــــن اليمـــــــين ، وأما الجداء عن اليســــــــــــــــــــــــــــــــــــــار
(مت 25: 21-32)
ومن هذا الكلام يتبــــين لنا أن الطغمـــات ( الرتب ) ليســـــــت ثــلاتة بل اثنـــــــــــــــين :
واحـــــــــــدة عن اليمــين ، والأخرى عن اليسار : يمينه وشــــــــــــــماله ،
ومــــــــــــيز حدود منازلهم بقــــــــــــوله إن هؤلاء يمضــــــــــــــون إلى العذاب الدهـري
أي الخطـــــــــــــــــــــــــــــــــــــاة ( مت 42:25) ،
وأما الصديقون فينيرون كالشمس (مت 13 : 43 ).
وأيضـــاً يأتون مــــــن المشارق والمغارب ويستريحون فــي حضن إبراهيم في ملكوت السموات،
وأمـــــا بنو الملكوت ( اليهود) فيخرجون إلـــى الظلمــــــــــة الخــــــــــــــــــــارجية
حـــــيث البكــــــــــــــاء وصرير الأسنان ( مت 8 : 11 و 12 )
أعـــــني البكاء الروحي وصرير الأســنان الــذي هـــــــــــو أصعب مـــن كــــل نــار .
أفهمت الآن ما قلناه إن التخـــــلف عن الصـــــــــعود هو هو جهنـــــــــم مكـــــــــان العـــــــذاب .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق