الميمر الحادي والثلاثون ( 4 )
الرحمــــــــة :
رحمة مع عــــدل أي تمـــــــييز المســــتحق مـــــــــن غير المســـــــــتحق ،
لأن العــــدل هو مقابلة الواحد بما يستحق من غير ميل أو رياء فى العطاء .
أما الرحمة فإنها حزن يتحرك من النعمة ويتجاوز للكل عـــن هفواتهـــــم ،
ومسامحة المسيء على ســـــــــــيئته ، ومضاعفـــــــة الخير لمســتحقيه .
فهـــــــذه مـــن جهــــــــة الـــــــــــــبر ، وتلك من ناحيــــة الجــــــــــــــود .
وكما أنه لا يثبت فى بيت واحـــد نــــــار وهشيم ،
هكـــــذا لا يقيم فى نفس واحدة عـــــدل ورحمة .
ملحوظة للناشر : قد يكون هذا شعور متوحد فى البرية ، ويطلب من الرهبان عدم التمييز بين المستحق وغير المستحق كدعوة لسمو فكر الراهب عن إدانة الآخرين ، ولعدم إنشغال الفكر بأمور غير التسبيح والصلاة . ولكن بالنسبة للذين فى المجتمع فيلزم التمييز بين المستحق وغير المستحق لأن إعطاء مال لمن هو غير مستحق أو لمن يصرفه فى أمور باطلة لهو تشجيع له على الاستمرار فى ارتكاب الخطية . وقال الحكيم : " إذا أحسنت فاعلم إلى من تحسن ... اعط التقى ولا تمد الخاطئ ... اعط الصالح ولا تواس الخاطئ ... أحسن إلى المتواضع ولا تعط المنافق " ( ابن سيراخ 12 :1-6 ) . وورد فى تعاليم الرسل :" إن كان أحد قد أنفق ماله رديئاً أو سكيراً أو كسلاناً ... لا يستحق أن يعان " (الدسقولية - باب 3 – طبعة ثالثة ص 38).
رحمـــة اللــه وعدله :
كمـا أن حبة رمل بلا قيمة بالقياس إلى الذهب الكثير ،
هكــــذا قضاء الله العادل لا يقـاس ولا يقدر برحمته .
كحفنة رمل ألقـــــــيت ف بحـــــــــر عظيـــــــــــــــم ،
هكــــــــذا خطايا البشر بالقياس إلى ينبوع رحمة الله .
كما أن العين التي تفيض مياه غزيرة لا تسد بحفنة تراب ،
هكـــذا ذنوب البرايــــــــا لا تغـــــــلب رحمة الخــــــــالق .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق