الميمر الخامس والعشرون ( 7 )
استنارة النفس :
علامتان حقيقيتان أعطيك يا أخي ، تحــــس بهمـــا كنـــور في
نفســــك ،
وذلك في
الوقت الذي يؤهلك الله أن تستنير من داخل ،
و همـــا تكفيـــــــــان ليدلانــــــــك إلـــي الحـــــــــق ،
و ذلك
عندما تبـــدأ اسـتنارة الفكــر التي يتحـدث عنهـا الآباء
في الظهور
في نفسك ــ بنعمة ومراحم ربنا يسوع المسيح ،
فهاتان العلامتان تجعلانك تتحقق منها ، و في أي وقت لا تجد هاتين في ذاتك
فاعلم أنك بعيد عنها ، حتى لو
كنت تظن أنك ســائر حســناً.
إحداهما هي :
هذه التي
تكون عندما يبدأ النــور الخفــي يظهـــر
في نفســــك ،
و هذه إشارته :
في وقت تخرج من القراءة أو الصلاة و فكرك متمسك
بأحد ألفاظها
ومادة ( أي موضوع ) يتأمل فيه
ويفحص ويفتش ــ من تلقاء نفسه ــ
عن الغرض الروحاني منه
،
و هكــــذا يرتبط به و لا يترك ذلك ليطيش بأمر من
أمور الخليقة ،
و هـــــــو لا يكون مركــــزاً ( أي منصبــــاً ) علي
هذا الأمــــر ،
العقـــــــل من تلقاء نفســــــه بل هذا الشيء يكـــون فيــــه
فيمتلئ به تمامــــــــــاً
و قد يقـــــــل تدريجيــــــــــــــــــــــا.ً
و العلامة الثانية : المحققة مثل هذه أيضاً واستنارت داخلياً ،
عندما تكون النفس قد
خرجت من الظلام ، (هي ) :
أداء المطانيات علي الدوام :
و يعطــــــي
للمتــــــوحد حــــــلاوة الثبــــــات فيهــــــــا
حتى انه لو لبث
ثلاثة أيام جاثياً على الأرض في الصـــلاة
لا يعرف التعب
من الحلاوة و اللذة و لا يريد أن يرفع وجهه ،
لأنه فـــــي أي وقت يرفع رأسه و يقوم ، ينجذب ثانية من تلك
الحــــــــــلاوة المتحــــــركة في قلبـــــه
فيخــــر جاثياً ،
و تكـــــــــون ( كلمـات) الصــلاة جــــــزء صغــــــــــيراً،
و تكـــــــــون ( كلمـات) الصــلاة جــــــزء صغــــــــــيراً،
لأنه عنــدما تجوز الصلاة في قلبــــــــه يحـــس بالمعـــــونة
و يزداد تنعمه حتى
يلجم لســانه و يصمــت قلبــــــه ،
و يزداد تنعمه
و يســــــيطر علي قلبه و أعضاءه ذاك السكون الحلو
حتى يظــــن أن نعيـــــم ملكـــــــــوت
الســـــــموات
لا يقـــــــاس بســــــــــكون هــــــــذه الصـــــــــــلاة ،
لأنه يكـــــون ملقـي علي
وجهه ليـلاً و نهاراً ســاكناً ،
و هذا يكــون بقــدر عمــق اســـــتضاءة العقـــــــــل ،
و علي هـذا القدر يؤهـــل لأداء المطــــــــــــــــانيات .
و علي هـذا القدر يؤهـــل لأداء المطــــــــــــــــانيات .
يا أخــــــــــــــــوتي :
في قولي هذا
لا (يعتبرنا أحد)
كالذين يســـــتهزئون بالأمـور التي تكون من(معاملات)الله
مع القديسين بسر لا يعبر عنه ،
لأنه ما هي الضرورة التي تلجئنـــا لنقـــــول هــــذا الشـــيء الذي لا يمكنـا
وصفــــه لأنه
يفـــــــــــــــوق العقـــــــــــول ؟!
والإجابة :
أعطي نفسك لعمل الصلاة :
فتجد الشيء الذي لا يمكن أن تسمعه من أحد ، لأنه ليس
لكل أحد الكفــاءة لســماعه ،
و لا كل أحد
يصـــل لهـــذه (المرتبـــــة ) أي نعمــــة الصــلاة النقيـة و القـوة التي فيهـــا
إنما وجـــودها يكـــون بعــد أتعاب كثيرة ،
وفي أي وقت
يتكاســل
عن الأشــياء التي ســبق فقلنـــاها
لا ينــــال من
توصـــل إليـــه هـــذه الأشـــــياء ،
و لا
يمكن أن ينظر هاتين العلامتين في نفسه .
وينبغي عليك أيها الراهـــــب أن تطلب ( ليكون ) هــاذين
الأمرين في نفسك .
ظلام النفس :
في أي وقت
يصعب عليك أداء المطانيات و تكون ممارستها ثقيلة
عنـدك ،
و إذا خرجت من (قراءة) الكلام الإلهي و الصلاة و أنت بلا
ثمر
و لم يكن ذكر
شيء منها في فكرك وأنك طائـــش ( الذهن )
فاعــــلم أن ظلامـــــاً عظيمــــــاً موجـــــــوداً داخـــــــــــلك .
و طالمــــــــا انك تعاني مــن الضــجر فــإن
بــاب الحيــاة لم يفتـح داخـلك .
و دواء هذا الظلام :
إنما
يتولد من فعل الصلاة إذا جاهد الإنســـان و ثبت فيها ،
فعند ذلك يحس سريعاً و في وقت قليل بالمعونة
التي تكون من الصــــلاة ،
ما لم يكـــــــــن هنـــاك ســـبب خــارجي يهتــــم
به الإنســان داخليـــــاً .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق