الميمر الثاني عشر ( 1 )
ثمــــــــــة رجاء واتكال على الله من إيمان القلب ، وهذا حســــــــن ،
ويقترن بــــه إفــــراز ونعمـــــــــــــــــة ومعرفــــــــــــــة ،
أما غير هذا فيكون من الجهـــــل والنفــــــــــــــاق وهو رجاء كاذب .
الاتكال الكلى على الله :
المرء الـــــــذي لا يوجه أي اهتمام للأمــور الوقتية الزئــلة ،
بــــــــــل أوقف ذاتــــه للــــــــــــــرب ليـــــلاً ونهاراً ،
ولا يهتم بشـــــــــــــيء عـــــــــــــــــــــالمى ،
بســـبب اهتمامه الفائق لاكتســـاب الفضيلة ،
وفــــــي تحصيــــله الأمـــــــــــــور الإلهيـة .
ولذلك يتهــاون حتى بإعداد الغذاء أو اللبـــاس أو مكــان الســـكنى
والإقامة وما يشابه هذه الأمور وما يجـــــــرى مجراهـــــا ،
فهـــــذا هو الذى يترجى الله عن علــم وكمــــــا يجـــــــــب ،
لأنــــــه يؤمن أن الله هو الذى يعد له ما هو في حاجة إليه ،
فرجاءه إذا هو الرجاء الحقيقى ،
ولمثل هذا أن يتكل على الله إذ هـــــــــــــو عبده المهتم بعبادته ،
دون إهمــــــــــال أو تـــــــــواني لأي ســــــــــــــبب ،
ولا يتكاســـــــل لأى علة من العــلل .
ومن اللائق أن الله تبارك اسمه يظهــــــــــــــــر اهتمــــــــامه الكـــــــــــــــــلي ،
وعنايته المتميزة الخاصة به دون بقية الناس ،
لأنه حفظ وصاياه القائلة :
" اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره ،
وهذا كله يــــــــزداد لكــــــــم " ( مت 23:6) ،
وأيضاً " لا تهتموا بالجســـــــــــــــــــد " ( لو 23:12 ) .
لأننـــا إذا كنا هكذا فالعالم يهتم لنا بكل شـــــيء ، كـأنه عبد لنـــا ،
ويطيــع أقوالنــــــــــا ،
وينتهى حســب أوامــرنا مـــن غير شك ،
ولا يناقـــــض إرادتنـــا ،
وبالإجمال يكون وضعه بالنسبة لنا كوضع العبيد مــــن ســادتهم .
ولئــــلا يتعطـــل هذا الفاضــل عــن مداومـــــــة قيامـــــــه ،
ووقوفــه المتواصـــــل أمام اللـــــــــــــــــــــــــــــــه ،
فعليــه ألا ينشـــــــــــــــــــــــغل حتى باحتياجات الجسد الضرورية ،
ولا يهتـــــــــــــم بشـيء إلا بالابتعـــــــــــــــــــــــــــــــاد عن :
الأمور التي تجـــــــــــــــــــــلب له اللــــــــــذة والراحة صغرت أم كبرت من أجل خوف الله ،
وينال نعمة عجيبة فيبلغ حاجته بلا تــــــعب ولا يبدى اهتمامــــــــــــــــاً بها مهما كـــــانت .
ي
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق