الميمر السابع ( 6 )
الخطايا الإرادية والخطايا العارضة :
ثمـــــة خطية تحدث عرضاً بسبب الضعف .
وثمـــة خطية مــــــــــــــــــــــــــن الإرادة .
وأخرى مــــن قــــــــــــــــــــــــــلة المعرفة .
ومنها مـــــا يكـــــون عـــــــــــادة ،
ومنها مــــــا يحـــــدث على الدوام .
هذه درجات وأنواع الخطـــــــايا ،
وجميعها تقـــــــــــع فـــي دائــــرة اللـــــــــــــــــوم ،
ولكن العقاب عليهـــــــــــــــــــــا فيــه اختلاف بالزيادة والنقص .
فمنها ما هو صـــعب والتوبــــة عنـــه عســــــــــــــــــــــــــــرة ،
واللـــــوم عليها عظيــــــــــــــــــــــــــــــم ،
وبعضهــــا ســــــــهل الغفران .
والدليل عــــلى هـــــــذا أن الله لام آدم وحــواء والحيـــــــــة ،
ولــــم يـــــــــــــــــــــــــــــبرء أيا منهم مـــــن الخطيـــــــــة ،
وجازاه عن ذنبــــه ، لكـــــــن كان هناك اختلاف كبير بينهــم .
وظهر ذلك فى لعنة الحيـــة ،
وفيما أوجبــــــه عـــلى حواء ، و بما قضى بــــــه عـــلى آدم ،
وهكـــذا يجـرى الحــال مع أولادهــــــــم ،
فكـــــل إنســان حسب اهتمــــــــــــامه ،
ومحبته للخطية تشــتد عليه الدينــــونة .
ثم مـــن لا يحب الخطيـــة ،
ولكــن بســبب توانيـــه في أعمال الـــــــبر ، وعـــــدم احتراســــــــــه
ينجـــــــــــــــذب إلي الخطيـــــــــــــة ، وهــــــذا دينونته صعبة .
أمـــــــا من كان مهتما بعمــــــل الــــــــبر ،
ويخطئ عندما تصادفه التجارب ،
فالرحمة قريبة منـــــــــــــــــــــه ،
وهــــــى تغسله بلا شـــــــــــــــك .
وقــــد يكون الإنسان مهتما بعمل الفضيلة ومداوم عليها ليلًا ونهاراً ،
ويفكــر لئلا يقصر فى شيء من واجباتهـــا فيحمل ثقلها فى كل وقت ،
وكــــل اهتمامه منصــــــب على عمل البر .
ولكــن بسبب عدم المعرفــة أو مـــــن قســـوة المضــــايقات القائمـــة ،
فـــــي طريق الفضيـــــــــلة واللــذات المتحركة كل حين في أعضائه ،
أو من الميول التي فينـــــا – لاختبـــار حريتنـــــــــــــــــــــــــــــــــــا –
قــــــد ترجح كفة ميزانه قليلاً إلى ناحية الشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــمال .
فــيزل بسبب الضعف البشري في بعض الخطايا فيتـــــألم ويحـزن لأجـــــــــــــــــــلها ،
ويتنهــد على ذاته لسقوطه ،
ومن أجل قلة ثباته أمام الأمور العارضة التي تصـــادفه من حـين لآخـــــــــــــــــــــر .
وشيء آخر أن يكون الإنسان متراخياً في عمـــل الــــــبر ،
أو أنـــــــــه تخـــــلى تمامـــــــــــــــــاً عن طريق الصلاح .
هذا يكــــون عبـــــــــداً ( للخطيــــة ) فهــــــو يســــرع مستســـلماً للـــذات الخطيــــــــــــة ،
ويهتـــــــــم ويتحين الفرصــــة لكي يكملهــا ، وكعبــــد مستعد بحرص لتنفيذ إرادة أعدائه ،
وجعــــــــــل أعضاءه سلاحاً للشيطان طوعاً ، ولا يفكر فــــي النــــــــــــــــــــــــــــــــــــدم ،
ولا فــــــــي الدنـــو من الفضيــــــــــــــــــلة ، ولا أن يضــع حداً لإثمـــــــــــــــــــــــــــه .
وأيضاً شيء آخر هو الــــــــــــــــــــزلل والسقطات الموضـــوعة ،
في طــريق الفضـــيلة وســــــــبل الــــــــــــــبر .
فكقول الآبــــاء : طريق الفضيـــــــلة تعترضــــه العــــتـــثرات ،
وفيه تقلبـــــــــــــات ومضــــــــــــــــــــــايقات ،
وما يشـــــــــبه ذلـك وأيضــــــــاً شيء آخــــر ،
هو سقوط النفس والهـــــــــــــلاك التـام والرفــــــــــــــض الكلـــي .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق