الميمر الخامس عشر( 3 )
التهاون فى الصلاة :
فالجدير بنا أيها الأخوة التحفــــــظ من البطـــــــــــــــــــــالة ،
إذ لا يمكن أن يســقط الراهـــــــــــب
فى يدى عــــــــــــــــدوه ،
وفى أسره مادام بعيــــداً ،
عن البطــــــــــــــــــــــالة .
الله لا يديننا فى ذلك اليوم لعدم تلاوة المزامير ،
ولا لأجل توقفنـــــــا عن الصــــلاة ،
بــــــــــــل لأنـــــــه بسبب تركهما يتاح للشياطين الدخـــــول إلــــــى قلوبنـا ،
لأنهـــــا إذا وجدت موضعاً للتسلل منه لإغــــــلاق أبــواب عيوننا ،
حينئـــذ يجبروننا على التمرد واقتراف الأمور التي توجب الدينونة الإلهية ،
والمستوجبة لأقسى انتقام .
ونصير عبيداً أذلاء لتخلفنــــــا عـــن الأمور البســـــــــــــــــيطة ( أى الصلاة والمزامير )
التي تستوجب الاهتمام مـــن العارفين بالمسيح له المجد ،
لأنه كمــــــــــــــــــــــــا هـــو مسطر عند الحكمــــــــاء :
من لم يخضع لإرادة الله فإنه يخضع لمن هو ضـــــــده .
فلتكـــــــــــن إذا عندك هذه الأمور البسيطة ( أى الصلاة ) بمثابة الأسوار تجاه محاربينا ،
هـذه التي يظن أنها ليست شيئاً ، فهى التي تضبط ( الراهب ) داخـــل القــلاية ،
وهي مرتبة من الحكماء رؤساء الرتب الكنيسة بـــروح الاســـتعلان والحكمة ،
وقــد وضعوها لحفظ حياتنا .
أما الجهــــــــال فيستصغرون أمــــــــــر الصـــــــــــلاة ،
ولا يفكــــرون فى الخســارة المتـــــولدة مـــن ذلــــــك ،
وبدايـــــــــــــة طريق هؤلاء ومسيرتهم حرية بلا أدب ،
وهـــــــــــــــيّ أم الأضـــــــــــــــــــــــــــــــرار والآلام ،
فالأفضـــــــــــل أن نجـــــاهد ولا نتخلى عــن الأصــــاغر ،
ولا نتوقـــــــف عنهـــــا حتى لا نعطي للخطية فرصـــــــة ،
لأن هذه الحرية التي ليسـت في وقتها تنتهى بعبودية مرة .
الاحـــتراس :
بقدر مـــا تكون حواسك حيـــة تجـــــــاه ما يلاقيــــــــــك ،
بقدر مـــا تحســـــب نفســـــك مائتــــــة عن اللـــــــــــــه ،
لأن لهيب الخطية لم يترك أعضاءك في كل الأحــوال ،
ولهذا لست بقادر على اقتناء ســــلام نفســــــــــــــك .
من زعم من الرهبــــان أنـــه محترس من هذه الأمور فى قلبه ،
فهو لا يريد معرفة متى يتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدرب .
ومن خــــــدع غــــــيره فهــو مســــــتوجب لعنــــة النامـــوس ،
ومن يغالـــــط ذاتـــــه ، فبأي نقمــــــــــــة يعـــــــــــــــــــاقب ؟
لقـــــــد تجاهل عن عمـــد ، فرغم أنه يعرف جعل نفسه لا يعرف ،
كمـــا أنه لم يترك السبب ( الـــذي يجــــــذبه للخطيـــــــــــــــــة ) ،
والدليـــل على علمـــــــه : هــــــو توبيــــــخ ضمــــــــيره لـــــــه ،
وشعوره بثقل عمله ، أنه يعرف لكنــــــــــه يتصــــرف كجـــــاهل .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق