الميمر السابع ( 7 )
عـــدم الــيأس :
هذا بخلاف الذي إذا ســـقط لا ينسى حب الآب ،
وإن زل بأنواع خطايا كثيرة لا يتعوق عـــن حرصـــــــــه على عمل الفضــيلة ،
ولا يتخلف عن ســـــــيره ، ويكافح ليقوم أيضاً للجهــاد ولا يمل من سقوطه ،
حـــتى إذا كان بنيانه ينهــدم كل يوم فإنه يجتهد أيضــــــاً في وضع الأساس ،
وتكون كلمة النبى فى فـــاه ، ولا تتوقف إلى آخر حياته :
" لا تفـــــــــــــرح أيها العدو بســــقوطي فإني أعـــــــــود أقــــــــــوم ،
وإن جلســـــــت فى الظلمة الرب ينــير لي " ( ميخـــــــــــــــــا 8:7 ) .
ولا يهدأ عن الجهــــــــــاد حــــــتى ساعة الموت ،
ولا يسلم ذاته للسقوط البتة مادام فى الحيـــــــــاة ،
حتى إذا انكسرت سفينته كــــل يــــــــــــــــــوم ،
وغرقت تجـــــــارته فـــي العمــــــــــــــق ،
فلا يهـــــــــــــــــدأ من أن يقـتـــــــــرض ،
فلا يهـــــــــــــــــدأ من أن يقـتـــــــــرض ،
ويركب ســـــــــــــــفناً ،
ويســـير على الرجاء إلى أن ينظر الرب جهاده وحرصه ويشفق على انكساره ،
فيسكب عليه مراحمه ويمنحه شجاعة ليصبر ويجـــــابه سهام العدو المتقــدة .
هذه الحكمة من اللــــــــــــــــــــــه ،
وهــــــــــــذا هو المريــض الحكيم .
لا منفعــة فى اليــــــــأس ،
والأفضل أن نــــــــــــــــــــدان عـــــــلى بعـــــــض زلات
لا عـــلى رفض الفضيلة تمامـــاً ،
ولهـــــــذا ينبهنا الأب مرتنيان ألا نمــل من كثرة التجــــــــارب ،
وأنــــــواع الحروب المتواترة التي فــي طريــــــق الـــــــــــــــبر،
ولا نتراجع ونعطي لعدونــــــا ( فرصة ) الفتــــك بنــــــــــــــــــا ،
بـــــأي نـــــوع من أنواع الشر ،
لقــــــــــــــــــــــد وضــــع الأب مرتنيـــان هذه التعاليم إذ قــال :
" إن كان لكـــــم بالحقيقة حـــــــــــرص على اقتناء الفضيــلة ،
والاهتمام بنقاوة العقـــــــل والعمــــــــــل بما يرضـي اللــــــه ،
فإنه بالضــــرورة ينبغــــي عليكم الصبر على الحـــــــــــروب
والمجاهدات التي مـــــــــن أجلهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا ،
ســـواء إن كانت مــــــــــن مغريـــــــــــــات العــــــــــــــــــالم ،
أو شــــــــهوات الطبيعـــــة البشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرية ،
أو شــــــــــــرور الشياطين المتواتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرة ،
المعتــــــــاد ، أن تثيرها عليكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم ،
ولا تتهاونوا وتبتعــدوا عن مداومــــــة الجهــــــاد ،
ولا تجزعــــــــــــــــــوا من شدة المعاناة وكثرتهــا ،
ولا ترتعبـــــــــــــــــــوا من عســـــــــاكر الأعــداء ،
ولا تيأســــــــــــــــــــوا إن ســــــقطتم فى الخطايا ،
ولطمتــــــــــــــــــــــــم على وجوهكــــــــــــــــــــم ،
وأصابتكم الجراحـــــات فـي الجهــــــــــــــــــــــــاد ،
وتبتعــدوا بســــــــببها عـن إرادتكـــــم الصـــالحة ،
بل اثبتـــــــــــــــــــــوا فـي تدبيركــــم الحســـــــن ،
فيكـــــــــــــــــــــــــون لكم مـــــــــــــــــــــــــــدح ،
ويحسب لكم مجـــد أن تكونوا ملطخـين بدم جراحاتكم ،
وأنتم منتصــــــبين فى الجهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــاد ،
عــــــــــــــــــــن أن تتخلفوا يومـــــــــــــــــــــــــــــاً ،
عن مقاومــــــــــــة الأعـــــــــــداء " .
هذه هـــي تحذيرات الشيخ العظيــــم ،
لذا ينبغي علينــــا ألا نتهـــــــــــاون ،
ونيــــأس بســبب هذه الحـــــــــروب .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق